أبدت الحكومة اليمنية قلقها للولايات المتحدة في شأن غارة للقوات الأميركية الخاصة استهدفت متشددي تنظيم «القاعدة» وقتلت مدنيين، فيما قال البيت الأبيض إن واشنطن تتواصل مع المسؤولين اليمنيين في هذا الشأن عبر القنوات الديبلوماسية. وتزامن ذلك مع تنفيذ «ميليشيا الحوثي» والمخلوع الانقلابية حملة دهم واعتقالات في مديرية ولد ربيع وسط اليمن، في حين طلبت الأممالمتحدة 2.1 بليون دولار لتحاشي مجاعة في اليمن. وقال مسؤول يمني بارز في شأن احتجاج بلاده على الغارة الأميركية أمس (الأربعاء): «لم نسحب تصريحنا للولايات المتحدة بتنفيذ عمليات برية خاصة، لكننا أوضحنا تحفظاتنا في شأن العملية السابقة». وأدت الغارة الليلية في محافظة البيضاء (جنوب اليمن) والتي أقرها الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في 29 كانون الأول (يناير) الماضي، إلى نشوب معركة بالبنادق قتل فيها أحد أفراد قوات العمليات الخاصة في البحرية وأحرقت طائرة أميركية. وقال مسعفون محليون إن نساء وأطفالاً عدة قتلوا، إضافة إلى أحد قادة «القاعدة» المحليين عبد الرؤوف الذهب. وأضاف المسؤول اليمني: «قلنا (للأميركيين) إنه في المستقبل يتعين أن يكون هناك تنسيق أكبر مع السلطات اليمنية قبل أي عملية ويتعين أن تأخذ سيادتنا في الاعتبار»، مشيراً إلى أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التقى بالسفير الأميركي لدى اليمن و«أبدى تحفظاته في شأن المشكلات التي واجهت العملية الأخيرة»، من دون أن يذكر أين ومتى حصل اللقاء. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع هادي وممثليه لضمان أن تظل هذه العلاقة المهمة قوية من أجل القضاء في نهاية المطاف على القاعدة وداعش في اليمن. وفي واشنطن قال الناطق باسم البيت الأبيض شون سبايسر في إفادة صحافية أمس (الأربعاء): «نتواصل مع اليمنيين عبر القنوات الديبلوماسية... يتفهمون المعركة والالتزام الذي نشترك فيه». وفي اليمن، نفذت «ميليشيا الحوثي» والمخلوع الانقلابية أمس حملة دهم واعتقالات في مديرية ولد ربيع في محافظة البيضاء (وسط البلاد). ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصادر محلية قولها إن «الميليشيا الانقلابية نفذت حملة دهم واعتقالات في قرية حمة صرار قيفة بمديرية ولد ربيع واختطفت عدداً من أهالي القرية». وأضافت المصادر أن «الميليشيا أطلقت الرصاص بشكل عشوائي على السكان والمنازل في القرية، ما أدى إلى جرح أحد المواطنين». إنسانياً، حذرت الأممالمتحدة أمس من خطر المجاعة الذي يهدد 12 مليون يمني في ظل الحرب المستمرة منذ عامين، داعية إلى تقديم 2.1 بليون دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى، ومشيرة إلى أن اقتصاد اليمن ومؤسساته ينهاران وأن بنيته التحتية دمرت. وقال منسق الإغاثة في الحالات الطارئة في الأممالمتحدة ستيفن أوبريان في تصريحات صحافية في جنيف أمس: «إذا لم يتخذ إجراء فوري فإن المجاعة باتت الآن احتمالاً حقيقياً (..) سوء التغذية منتشر ويتزايد بمعدل مثير للقلق على رغم الجهود الإنسانية المستمرة». وأضاف: «هناك 7.3 مليون شخص لا يعلمون من أين ستأتي وجبتهم التالية». وتظهر أرقام الأممالمتحدة أن حوالى 3.3 مليون شخص بينهم 2.1 مليون طفل، يعانون من سوء التغذية الحاد. ويشمل ذلك 460 ألف طفل دون سن الخامسة، يعانون من أسوأ درجات سوء التغذية ويواجهون خطر الوفاة بالالتهاب الرئوي أو الإسهال. وقال منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي مكغولدريك إن حوالى 55 في المئة من المنشآت الطبية في اليمن لا تعمل، وإن وزارة الصحة ليست لديها موازنة للتشغيل. وأضاف: «لا يتسنى لكثير من الناس الوصول إلى مراكز الإطعام أو المستشفيات لأنهم لا يستطيعون دفع رسوم وسائل النقل». ومضى قائلاً: «كثيرون يموتون في صمت من دون تسجيل وفاتهم. يموتون في منازلهم ويدفنون قبل تسجيل الوفاة».