شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجومه الأعنف على القضاء الذي ينظر في أمره التنفيذي لحظر السفر بعد تعليقه من جانب قاض فيديرالي. وقال ترامب إن أمره حظر المسافرين من 7 دول إسلامية، كتب نصه بطريقة «مثالية» و «بأكثر دقة ممكنة وبأروع ما يكون»، واتهم القضاء بأنه أصبح «مسيّساً». أتى ذلك خلال خطاب ألقاه أمام مؤتمر لجمعيات عمداء المدن ومسؤوليها الأمنيين (شريف) في العاصمة واشنطن أمس، فيما تواصلت المعركة حول حظر السفر بانتظار قرار نهائي من محكمة سان فرانسيسكو الفيديرالية التي أجّلت البتَّ في المسألة بعد الاستماع إلى مرافعات الإدارة ومعارضيها. ووسط انتقادات البيت الأبيض بسبب التفرد في قرارات السياسة الخارجية وتجاهل الديبلوماسية الأميركية التي يرأسها وزير الخارجية ريكس تيليرسون، وصلت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني إلى واشنطن في زيارتها الأولى بعد انتخاب ترامب، ويتوقع أن تثير سياسة البيت الأبيض تجاه اللاجئين خلال محادثاتها مع تيليرسون ومستشار الأمن القومي مايكل فلين ووزير الأمن الداخلي جون كيلي ومستشار ترامب (صهره) جاريد كوشنر. وتلتقي موغيريني أيضاً مسؤولين في مجلس الشيوخ، بينهم بوب كوركر وجون ماكين، كما أفاد بيان للمفوضية. وكانت موغيريني أشارت إلى زيارتها واشنطن ل «البحث في الملفات الكبرى للسياسة الدولية» (سورية وأوكرانيا والنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني). وأوضحت: «سنحاول أولاً إيجاد أرضية توافق» ومواضيع «للتعاون»، مشيرة إلى أن «الاختلاف في الرأي ممكن». وأكدت أهمية مواضيع كالتقلبات المناخية أو فاعلية عمل الأممالمتحدة بالنسبة إلى أوروبا. وفي وقت حاولت الإدارة الأميركية احتواء رد الفعل السلبي على قرار حظر السفر، بتأكيد أنه موقت ولا يستهدف المسلمين، بدا أن ترامب يترقب هزيمة في المحكمة الفيديرالية، وتحويل الملف إلى المحكمة العليا حيث تزداد حظوظ تبني الحظر بسبب سيطرة الجمهوريين قريباً عليها، في حين بدا القاضي في سان فرانسيسكو مشككاً بوجهة نظر الإدارة التي اعتبرها «غامضة». وقال ترامب في خطابه أمس، إن «القضاة يفسرون الأمور بطريقة تختلف على الأرجح عن تفسير كل الموجودين في هذه القاعة. ولا أريد أن أصف محكمة بأنها منحازة ولن أفعل ذلك»، وأضاف أن «طالباً ثانوياً سيئاً لن يفهم (الحظر) لكني كنت طالباً جيداً وفهمت الأمور كما يجب». وفي ما بدا لهجة تحريض ضد حكام ولايات عدة تعهدوا التصدي لأوامره حول الهجرة، خاطب ترامب عمداء المدن ومسؤوليها الأمنيين، قائلاً: «تستطيعون فرض قيود وتستطيعون فعل ما تريدون، وأنتم تفهمون ذلك». وأعلن البيت الأبيض أن مديرَي الاستخبارات القومية والاستخبارات المركزية سيكونان عضوَين في مجلس وزراء ترامب. وأجّلت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو البتَّ في الصراع حول مرسوم ترامب الذي يمنع موقتاً دخول لاجئين، إضافة الى مواطني الدول الشرق أوسطية السبع. وأتت الجلسة بعد أربعة أيام على تجميد قاض فيديرالي في سياتل العمل بالمرسوم الذي أصدره ترامب في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي. ورأس ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف جلسة استماع مدتها ساعة عبر الهاتف أمس، تابعها أكثر من 130 ألف شخص عبر الإنترنت، فيما نُقلت أحداث الجلسة لملايين آخرين بواسطة التلفزيون.