دخل مسلسل المواجهة القضائية بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمحاكم الفيديرالية فصلاً جديداً أمس، مع تقديم البيت الأبيض وثائق تدافع عن أوامر الرئيس بمنع الهجرة من سبع دول ذات غالبية مسلمة، ورد خصومه بأن القرار مناف للدستور ما يقتضي تجميده. ودخل الجانبان في «كباش» أثار مخاوف من اتجاه إلى أزمة دستورية في حال تحدي الإدارة القضاء واحتمال الاحتكام إلى الكونغرس، في ظل اتهام الرئيس بازدراء القضاء. وأتت هذه المواجهات في وقت كشفت مصادر مطلعة ل «الحياة» أن أليوت أبرامز، المسؤول السابق في ثلاث إدارات جمهورية، هو المرشح الأبرز ليكون نائباً لوزير الخارجية ريكس تيلرسون. وبعدما رفضت محكمة استئناف أميركية فجر أمس الأحد، طلب وزارة العدل إعادة العمل بالحظر الذي فرضه ترامب على المهاجرين، يتوقع أن تعود المواجهة بين الجانبين في المحكمة اليوم، من خلال تراشق بوثائق ومراسيم بين الإدارة و27 قاضياً يعارضون القرار. وطلبت محكمة في سان فرانسيسكو ستبتّ بشكوى الاستئناف من ولايتي واشنطن (شمال غربي) ومينيسوتا (شمال) اللتين كانتا وراء الشكوى ضد مرسوم ترامب، توفير وثائق تدعم موقفهما وأمهلت وزارة العدل إلى اليوم لتقديم وثائق جديدة تعزز طلبها. وقال ل «الحياة» الخبير القانوني في جامعة جيورجيا دانيال فرانكلين، إن الطريق التي تسير فيها الأمور في معارك الاستئناف بين الإدارة والقضاء، «تعكس رغبة الإدارة في خوض معركة لتثبيت القرار التنفيذي». واعتبر أنه في حال حكم القضاء ضد قرار الرئيس بمنع الهجرة، ورفض البيت الأبيض هذا الأمر ومرر الرئيس القرار مرة أخرى فإن ذلك «سيضع البلاد أمام أزمة دستورية شعارها مخالفة الرئيس القانون، وقد يتدخل مجلس النواب للبت بمصير المعركة وقرار ترامب». وطفت إلى السطح أمس، خلافات بين ترامب ونائبه مايك بنس حول دور القضاء، إذ في حين هاجم ترامب «القاضي المزعوم» جيمس روبارت الذي أوقف العمل بقراره، اعتبر بنس أن «القانون يتيح للقاضي فعل ما فعل». وأضاف بنس: «نحن سنتقيد بالقانون وما يقرره القضاء». ومعلوم أن روبارت قاض جمهوري عينه الرئيس السابق جورج بوش الابن في محكمة سياتل. وتوقف مراقبون عند تأكيد بنس أن الإدارة تحترم كلمة القضاء، ولو أنها تظن أن القاضي «مخطئ» في قراءة صلاحيات الرئيس، في مقابل مهاجمة ترامب قرار المحكمة على «تويتر» وقوله: «لأن المنع (السفر) رفع من جانب قاض، فإن الكثير من الأشخاص السيئين والخطرين يمكن أن يتدفقوا إلى بلادنا. هذا قرار رهيب». ثم أضاف في تغريدة أخرى: «الأشرار فرحون جداً». وحصل المسافرون من الدول السبع المتضررة على فسحة قصيرة لدخول الولاياتالمتحدة مع وقف شركات الطيران والخارجية ووزارة الأمن الداخلي العمل في تنفيذ قرار المنع. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى شرخ داخل الإدارة بين وزراء الأمن الداخلي والدفاع والخارجية جون كيلي وجايمس ماتيس وريكس تيليرسون من جهة، ومستشاري ترامب ستيف بانون وستيف ميلر حول قرار منع السفر، وتحفظات الوزراء عنه وعن انعكاساته الداخلية والخارجية. وعلمت «الحياة» أن اليوت أبرامز يتصدر أسماء المرشحين لتولي المقعد الثاني في الخارجية، وهو كان مستشاراً في مجلس الأمن القومي أيام الرئيس السابق جورج بوش الابن، كما عمل في إدارة رونالد ريغان. ومعروف عن أبرامز تشدده في الملف الإيراني، وعلاقته القوية مع إسرائيل. وتعرض ترامب لانتقادات من قيادات جمهورية أمس، لرفضه تصنيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه «قاتل». وقال ترامب في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «أنا أحترمه. حسناً، أنا أحترم الكثير من الناس، لكن ذلك لا يعني أنني أتفق معهم». فقاطعه المذيع بيل أوريلي واصفاً بوتين بأنه «قاتل»، فرد ترامب، قائلاً: «هناك الكثير من القتلة. لدينا الكثير من القتلة، هل تعتقد أن بلادنا بريئة؟». وزاد: «من الأفضل أن نكون على علاقات جيدة مع روسيا من عدمها»، مضيفاً أنه لا يعرف ما إذا كان سيتفق مع بوتين. ووصف مايكل ماكفول السفير السابق لدى روسيا ومستشار الرئيس السابق باراك أوباما تصريحات ترامب بأنها «مقززة»، فيما وصف زعيم مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بوتين بأنه «بلطجي» وقال السناتور الجمهوري بن ساس إنه «قاتل». ورداً على سؤال عما إذا كانت الإدارة الأميركية مستعدة لتخفيف العقوبات عن روسيا، أعرب ترامب عن رغبته في العمل مع موسكو لمحاربة تنظيم «داعش» في سورية، حيث تنشر موسكو طائرات وسفناً حربية وقوات لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.