بدلاً من التخفيف على المرضى ومواساتهم، كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما اعتبر عيادة المريض حقاً من حقوق المسلم على أخيه المسلم، كما ورد في الحديث الشريف، يمشي بعض المحتسبين في أروقة المستشفيات وعنابرها «يهددون ويتوعدون» الناس بالعذاب وجهنم، إن لم يثوبوا إلى رشدهم، ويتوبوا إلى ربهم، وهو ما يحط من معنويات المرضى، عندما تحاصرهم عبارات الموت والعذاب بحسب ما تتفوه به أفواه هؤلاء المحتسبين. ولا تسلم الطبيبات والممرضات أيضاً من توبيخ «المحتسبين» غير الرسميين وهجومهم، فهذا يحذر الممرضة من عذاب جهنم لأنها لم تغط وجهها، وآخر «يتحسبن» في وجه أخرى لأنها ترتكب «الاختلاط» بالرجال. لا يقتصر الأمر على المستشفيات، فأبواب الأسواق تكسرت عتباتها من هؤلاء المحتسبين المخالفين للقانون، خصوصاً أن الدولة حددت فعل الاحتساب في فئة معينة، وأنشأت جهازاً يضمهم، هو «هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر»، فهم ينهرون النساء على كل ما يفعلنه، فلا تكاد انثى تمر إلا ألقوا عليها من الكلام ما يلقون، ولا يسأمون من اختلاق المشكلات مع الشباب، متناسين «المعاملة بالتي هي أحسن». «الحياة» في الحلقة الأولى من ملفها عن «الاحتساب غير الرسمي» تلقي الضوء على أولئك الذين نصبوا انفسهم رقباء على الناس، من دون ان يطلب أحد منهم ذلك، واستطلعت آراء مواطنين ونشرت قصصاً عن تصرفات هذه الفئة. الممرضة نوف: يتعاملون معي ك«خاطئة»... و فيصل :أعتقدت أني «مهرب ممنوعات» «متطوعون» يشوهون صورة «الأمر بالمعروف»... و«الهيئة» تلتزم الصمت «متقمصون»... في الشوارع والأسواق