«فسحة أمل» واستراحة قصيرة من الأوضاع السياسية والاقتصادية المأزومة، عاشها اللبنانيون أمس واحتفلوا على طريقتهم بماراثون بيروت الدولي الثامن، المحطة الخريفية السنوية الخارجة عن مألوف الروتين اليومي. أكثر من 28 ألف عداءة وعداء من مختلف الأطياف ومن 86 جنسية خاضوا سباقات المناسبة، الرياضية الصرفة أي سباق مسافة ال42.195 كلم والكراسي المتحركة للمعوقين، أو سباقات المرح على أنواعها التي حشدت حوالى 23 ألف شخصاً غالبيتهم جاؤوا يشجعون جمعيات خيرية واجتماعية، أي ما يُعرف ب«الركض من أجل قضية» ومن منطلق شعار السباق لهذه السنة «فكرت إنّي ما بقدر... أكيد بقدر». واستقطبت المناسبة شخصيات سياسية وعسكرية وديبلوماسية وفنية، تقدمها رئيس الحكومة سعد الدين الحريري ووزير الشباب والرياضة علي حسين عبدالله ممثلاً رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ووزير الداخلية والبلديات زياد بارود، ونواب، خصوصاً أعضاء في لجنة الشباب والرياضة البرلمانية، وقائد القوات الدولية الجنرال البرتو أسارتا. واعتمدت فئة خاصة للنواب والوزراء (مسافة 3 كلم) فازت بها النائب ستريدا جعجع التي خاضت السباق ضد المخدرات. منذ الصباح الباكر تحولت شوارع في بيروت وفي مناطق مجاورة «واحة خاصة بالماراثون»، ماجت بالمشاركين وبعروض جانبية ترفيهية وفنية، خصوصاً في منطقة الواجهة البحرية المحاذية للمرفأ. فنياً، حفل السباق بنتيجتين مميزتين، الأولى احتفاظ الإثيوبي محمد تمام بلقبه، وتعزيز حسين عواضه الرقم القياسي اللبناني مسجلاً 2.20.31 ساعة، ونال لقاء ذلك جائزة نقدية مقدارها 25 ألف دولار. كما استعاد البطل الأولمبي إدوار معلوف لقب فئة كراسي الدفع. وواكبت انطلاق سباق ال10 كلم موسيقى كتيبة «غاربيالدي» الإيطالية المشاركة في القوات الدولية المتمركزة في جنوب لبنان، وقدم فوج المجوقل في الجيش اللبناني عرضاً قرب نقطة الوصول، والفنانة سابين فوشو أغنية بالمناسبة. كما شاركت منظمة الأممالمتحدة لمناسبة السنة الدولية للشباب تحت شعار «الحوار والتفاهم». وظهر الوئام والإنسجام على السياسيين المشاركين، ما اعتبره رئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية النائب سيمون أبي رميا «رسالة وحدة ومحبة بين اللبنانيين»، طالباً من «الدولة والسلطات المعنية منح الرياضة الحيّز المطلوب»، لافتاً إلى أن «الشعب يحب المشاركة والفرح، وعلينا أن نقدر ذلك ونعمل من أجله». وحملت مشاركة الفنانين رسالة دعم لجمعيات منها «جمعية قرى الأطفال «اس او اس»، فشار لمؤازرتها الممثلان رولا حمادة وجورج خباز. واصطحبت حمادة ابنها وركضا سباق ال3 كلم، وأوضحت ل «الحياة» أن الرياضة «رسالة توعية من أجل جسم سليم ومواطن سليم»، وأشارت إلى أن مشاركتها وخباز هي أيضاً لدعم حملة تلقيح الأطفال التي أطلقتها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. وأعرب خباز عن فخزه للركض «من أجل مؤسستين عريقتين». وزاد: «الفن والرياضة يوحدان اللبنانيين». وتأهب الممثل صلاح تيزاني (أبو سليم) للمشاركة منذ السادسة صباحاً، وكانت لافتة مبادرة الرئيس الحريري إلى معانقته والترحيب به عند خط الإنطلاق. br / وأعلن تيزاني أنه قرر المشاركة دعماً لحملات التوقف عن التدخين، «الذي يأخذ من أعمار شبابنا نحو 15 سنة». وكشف أنه لم يسبق أن زاول الرياضة، «لكني الآن في عمر ال83 سنة نادم على ذلك بعدما بت لا أستطيع أن أجري أمتاراً. وأنصح الجميع بالرياضة». وارتدى أبو سليم شروالاً قصيراً وصفه ب «شروال الرياضة»، ومن شدة الإزدحام عند خط الإنطلاق تعثر ووقع أرضاً. أما برنامج الدعم، فتولاه ميدانياً متسلّق الجبال مكسيم شعيا إذ قاد فريقاً يضم 7 سفراء أجانب خاضوا الماراثون على طريقة «البدل» والهدف جمع 100 ألف دولار للجمعيات التسع الشريكة في برامجها مع جمعية «بيروت ماراثون». وقال: «يجمع ماراثون لندن 58 مليون جنيه للبرامج الاجتماعية، ويسرّ المشارك في السباق بفائدة مزدوجة جراء منافسته».