ليست محاولة انتحار شخص في الحرم المكي أمس (الثلثاء)، الحادث الغريب الوحيد الذي يشهده صحن المطاف، إذ شهدت السنوات الأخيرة حوادث متفرقة اختلفت فيها الوسائل والغاية واحدة. وقالت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في بيان على موقعها «إنه في تمام الساعة 10:15 رش أحد الأشخاص - والذي يظهر ابتداءً أنه يعاني من مشكلات نفسية - مادة البنزين على نفسه قرب الكعبة المشرفة ما أدى إلى تناثر بعض القطرات على كسوتها من الجهة الغربية، وتم القبض عليه وتسليمه إلى الجهات المختصة ». وأكدت الرئاسة أن «يقظة رجال الأمن كان لها دور كبير في إنهاء ما حدث». ودعت الجميع إلى «تحري الدقة والتثبت والتريث وعدم التهويل والمبالغة وأخذ المعلومة من الجهات المعنية»، وذلك رداً على ما أشيع من اخبار ضخمت الحادث في مواقع التواصل الإجتماعي. بدوره، أوضح الناطق الاعلامي للقوة الخاصة لأمن المسجد الحرام الرائد سامح السلمي في بيان، أن الشخص «مواطن في العقد الرابع، سكب كمية من البنزين على ملابسه في صحن الطواف بجوار الكعبة المشرفة وحاول إشعال النار في نفسه، وفور ملاحظة رجال الأمن لذلك منعوه وقبضوا عليه قبل إشعال النار»، لافتاً إلى أن تصرفاته توحي بأنه «مريض نفسي، وستتخذ الإجراءات النظامية في حقه». وكانت معتمرة آسيوية وضعت في العام 2015، حداً لحياتها في الحرم المكي إذ ألقت نفسها من طبقة علوية إلى صحن المطاف، ولا يزال مقطع الفيديو الذي وثق الحادث منتشراً بكثافة في «يوتيوب» ومواقع التواصل الأخرى. وشهد الحرم في العام 2008 انتحار مقيم باكستاني ألقى نفسه من الدور الأول إلى صحن المطاف فور انتهاء إمام الحرم من أداء صلاة التراويح، وعلى الفور نقلته الشؤون الصحية في المسجد الحرام إلى مستشفى أجياد مكة، حيث فارق الحياة. وقال الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد الميمان حينها إن «المعلومات الأولية تشير إلى أن الشخص يعاني من أمراض نفسية». وكذلك شهد الحرم خلال السنوات الماضية حادثان أثارا الرعب بين المعتمرين أولهما تحطيم شخص فوانيس في حجر اسماعيل وادعاء آخر بأنه «المهدي المنتظر». ففي العام 2014 اعتلى شخص وصف بأنه «معتل نفسي» حجر إسماعيل وراح يكسر زجاج «الفوانيس» في حال «هستيرية»، قبل أن يسيطر عليه رجال الأمن. وأوضح الناطق الرسمي لشرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم عاطي القرشي في بيان له حينها، أن «أحد الموجودين في بيت الله الحرام صعد على جدار حجر إسماعيل، وحاول العبث في الفوانيس»، مشيراً إلى أنه «من جنسية أفريقية وهو معتل نفسي، وأحيل إلى جهات الاختصاص لاتخاذ اللازم حياله». أما بالنسبة إلى حادث من ادعى أنه «المهدي» فوقع في العام 2011، إذ استطاع شخص حينها الوصول إلى مكبّر الصوت، وهو يردد «أنا المهدي المنتظر». وعلق حينها أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة الملك سعود فهد الربيعة على الحادثة بقوله ل«الحياة» إن «ادعاء الشخص أنه المهدي سببه مرض الفصام النفسي الهجاسي، أو ما يسمى بذهان العظمة»، مؤكداً انتشاره ووجود عدد من المرضى، منومين في مستشفيات الصحة النفسية، مصابين به، ويحتاجون إلى الرعاية والمتابعة وللعلاج الطبي بالدرجة الأولى، لما يشكله من خطر على الآخرين.