طمأن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، خلال زيارة لكوريا الجنوبيةواليابان، إلى التزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدفاع عنهما، إذ أعلن تمسّك واشنطن بمعاهدة دفاع مشترك مع طوكيو، كما حذر كوريا الشمالية من ردّ «حاسم وساحق» على أي هجوم نووي ضد الولاياتالمتحدة أو حلفائها. وقال مسؤولون أميركيون إن اختيار الدولتين في الزيارة الأولى لماتيس، هدفه تجديد تأكيد العلاقات مع الحليفتين الآسيويتين، بعدما شكّك ترامب في كلفة تلك التحالفات، خلال حملته الانتخابية، إذ تحدث علناً عن إمكان سحب القوات الأميركية المنتشرة في البلدين، إذا لم يزيدا مساهمتهما المالية. وعدّل ترامب موقفه قليلاً بعد دخوله البيت الأبيض، مؤكداً «التزاماً مطلقاً» بالدفاع عن اليابانوكوريا الجنوبية، خلال اتصالَين هاتفيَين مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والرئيس الكوري الجنوبي بالوكالة هوانغ كيو آن. وقال ماتيس لآبي: «نقف بحزم مئة في المئة إلى جانبكم وإلى جانب شعب اليابان». وأضاف أن استفزازات كوريا الشمالية لم تدع مجالاً لأي شك في التزام واشنطن تجاه طوكيو، وزاد: «أريد تأكيد أن البند الخامس من معاهدة الدفاع المشترك بيننا هي بالنسبة إلينا اليوم، كما كانت قبل سنة وقبل 5 سنوات، وكما ستكون بعد سنة و10 سنين». وينصّ البند الخامس على التزام الولاياتالمتحدة الدفاع عن الأراضي التي تديرها اليابان. وكانت طوكيو حرصت على نيل تأكيد بأن إدارة ترامب ستواصل التزام الدفاع عن جزرٍ في بحر الصين الجنوبي، تديرها طوكيو ولكن تطالب بكين بالسيادة عليها. ونقلت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء عن مصدر في الحكومة اليابانية إن ماتيس أكد أن الالتزام الدفاعي الأميركي يمتد إلى الجزر المتنازع عليها. وأعرب آبي خلال لقائه الوزير الأميركي، عن ثقته بأنه سيتمكّن، مع ترامب وماتيس، من إظهار «تحالف لا ينفصم» بين البلدين. يأتي ذلك فيما ذكرت مصادر حكومية أن اليابان تعدّ حزمة مشاريع ستؤمّن 700 ألف وظيفة في الولاياتالمتحدة، وستوجد سوقاً قيمتها 450 بليون دولار، لتقديمها إلى ترامب خلال استقباله آبي في واشنطن الأسبوع المقبل. وأوردت وسائل إعلام يابانية أن طوكيو ستضخّ استثمارات في البنية التحتية في الولاياتالمتحدة، قيمتها 17 تريليون ين (150 بليون دولار). لكن زعيمة المعارضة اليابانية رينو حضّت آبي على الخروج عن صمته حيال المرسوم الذي أصدره ترامب في شأن الهجرة وحظر دخول مسلمين الولاياتالمتحدة، قائلة: «تشترك الولاياتالمتحدةواليابان في إعطاء أولوية لحقوق الإنسان. أريد أن يقول رئيس الوزراء هذا الأمر». ووصل ماتيس إلى طوكيو آتياً من سيول حيث حذر بعد لقائه وزير الدفاع الكوري الجنوبي هان مين كو من أن «أي هجوم على الولاياتالمتحدة أو حلفائها، سيُدحر، وأي استخدام لأسلحة نووية سيُقابَل بردٍ حاسم وساحق». ولفت إلى أن بيونغيانغ «تواصل إطلاق صواريخ وتطوير برنامجها للأسلحة النووية، وتمضي في استخدام لغة تهديد»، مشدداً على أن زيارته تأتي ل «تأكيد التزام أميركا أولوية تحالفنا الثنائي». وأعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن سيولوواشنطن اتفقتا أثناء زيارة ماتيس، على نشر نظام «ثاد» الأميركي للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية هذه السنة، مذكّرة بأنه «نظام دفاعي لا يستهدف سوى التهديد الصاروخي الكوري الشمالي». لكن الصين كرّرت معارضتها نشر «ثاد»، إذ تعتبره خطراً على أمنها القومي.