تفقد أمراء مناطق القصيموجازانوالباحة أجنحة مناطقهم المشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 31) التي تعكس تراث وثقافة تلك المناطق، منوهين بما توليه القيادة من اهتمام خاص لهذا المهرجان السنوي الذي يعد حاضنة للتراث والثقافة بكل تفاصيلها ومراحلها. وأشار أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، خلال تفقده أمس جناح منطقة القصيم المشارك بمهرجان الجنادرية إلى أن زيارته جاءت للوقوف على جاهزية الجناح الذي سيعكس جزءاً من الوجه الحضاري والتراثي لأبناء القصيم. وأوضح أن هذا العام تم إشراك العديد من الجهات ورفع عدد المشاركات ليكون أكبر، مؤكداً أن الجناح هو الواجهة الحقيقية لعكس المواطن القصيمي المثقف الواعي، ومشدداً على العاملين بأن يتم تقديم كافة المعلومات التي يحتاج إليها زوار المعرض كافة. وتجول أمير القصيم على جميع مفردات النشاط الثقافي والتجهيزات التي تمت للجناح الذي يشمل 12 موقعاً متفرقاً تضم 44 ركناً وفعالية، توزعت بين 11 معرضاً داخل القصر التراثي، شملت مشاركة جامعة القصيم، وجائزة الشاب العصامي، ومؤسسة الشيخ محمد بن عثيمين، إضافة إلى مسرح العروض و10 مواقع للحرفيين والأسر المنتجة والمقهى الشعبي، وركن التشكيليين والألعاب الشعبية، إذ استمع لشرح مفصل من مشرفي الأركان والأجنحة للمشاركات المتعددة للجهات المختلفة في برامج تمت جدولتها على مدار أيام الجنادرية. فيما وصف أمير منطقة جازان محمد بن ناصر بن عبدالعزيز المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالتظاهرة الوطنية والثقافية العالمية، وهو نقطة التقاء تجمع الحضارات والتقاليد التي تتميز بها المناطق والمحافظات والهجر بالمملكة كافة، مبرزاً أهمية المهرجان الذي يستضيف دول الخليج العربي ودولاً صديقة مشاركة سنوياً، تبرز الجوانب الثقافية والحضارية التي تعيشها، وتحل مصر هذا العام ضيف شرف بما تحمله من ثقافة وإرث تاريخي وحضاري عريق. وأشار إلى أن القيادة تولي اهتماماً خاصاً وفريداً لهذه الفعاليات سنوياً في الجنادرية التي تعد حاضنة للتراث والثقافة بكل تفاصيلها ومراحلها. وأوضح أن مناطق المملكة تزخر بإرث حضاري وثقافي وتراثي متنوع وممتد منذ العصور الماضية الضاربة في عمق التاريخ التي تكتنزها الجزيرة العربية، ممثلة في مختلف الحضارات السابقة الممتدة إلى العصور الحديثة، التي توجها وحفظها مهرجان الجنادرية الوطني في سجل حافل للأجيال المقبلة، وبتنظيم من وزارة الحرس الوطني. وبيّن أن منطقة جازان تشارك بقرية خاصة متكاملة ومجهزة بأحدث التصاميم والأجنحة والأقسام والجهات الحكومية المتعددة، تضم في جنباتها جميع أطياف المحافظات والمدن والبيئات المختلفة، منها الساحلية والجبلية التي تبهر الزوار بكنوزها الثقافية والتراثية والشعبية، وتشكل المسار التاريخي والجغرافي لمنطقة جازان وحكاية الإنسان منذ القدم، مؤكداً الحرص على تطوير مشاركة منطقة جازان وتحديثها سنوياً بكل مميز وجذاب لزيارة القرية. وكان أمير منطقة جازان زار مقر قرية جازان التراثية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية مساء أول من أمس، متابعاً أبرز البرامج والفعاليات التي تأهبت المنطقة لتقديمها لزوار المهرجان في دورته الحالية. في حين نوه أمير منطقة الباحة مشاري بن سعود بن عبدالعزيز باهتمام وحرص الحكومة بالتراث وأصالة الماضي المجيد، وتعريف الأجيال بتاريخ وتراث الوطن العريق، مشيراً إلى أن ذلك يأتي إدراكاً لأهمية إحداث التوازن الحضاري بين مستقبلها وماضيها، خصوصاً في ظل التحولات الحضارية العميقة لعالمنا المعاصر. ولفت إلى أن الأمم المجيدة ترتكز بوجودها على كيان وأساس متين تشكله عبر مختلف الإنجازات الفكرية والثقافية والعمرانية، ويتبلور في عطاء الأمة وإشعاعها الإسلامي والثقافي وعمق تأثيرها الحضاري، مؤكداً أن بلادنا منذ تأسيسها تعمل على الحفاظ على الأصالة ومقوماتها، وإحياء التراث وبعث معالمه المتنوعة، ولا سيما إذا تعلق الأمر بمواكبة التطور التقني والعمل على الاستفادة منه وتوظيف إمكاناته ووسائله في عملية التنمية الحضارية. وقال: «حرص خادم الحرمين الشريفين على الاهتمام بموروث الجنادرية، إذ تؤكد رعايته لافتتاح فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة اهتمامه بضرورة المحافظة على الأصالة السعودية بجميع خصائصها ومميزاتها وخصوصياتها». ووصف مهرجان الجنادرية بكرنفال سنوي متجدد ومبهر للتراث الأصيل يتجدد كل عام حتى لا يكون في نظر الأجيال مجرد رصيد مادي يقفون عنده من دون أن يستثمروه استثماراً جيداً، عاداً المهرجان إرثاً حضارياً يجب التمسك به والحفاظ عليه، كما يجب في الوقت نفسه توظيفه بطريقة جيدة من ناحية، وإثراؤه بالمزيد من الإضافات الإيجابية والجيدة من ناحية أخرى. وأضاف: «نحن في طليعة الدول الحريصة على إحياء تراثها، وجعله مادة خصبة لإثراء المسيرة الحضارية لأمتنا الإسلامية والعربية، إيماناً من قادتها العظام بأن الأصالة هي المحك الذي يعرف به معدن الشعوب وتاريخه وحضارته، وهكذا تسير عملية إحياء التراث السعودي مواكبه وملبية للتوجيهات الملكية السامية في هذا الصدد، ومسايرة لمتطلبات المرحلة التاريخية والحضارية التي تعرف به بلادنا، بصفتها رائدة للعمل الإسلامي ومتماشية وفق الأصالة السعودية، مع أهمية الحفاظ على مقوماتها وخصائصها الذاتية». وأشار إلى أنه بتلاحم عملية المحافظة على الأصالة بعملية إحياء التراث وتقريبه إلى الأذهان، إضافة إلى ما تشهده المملكة من نهضة حضارية مستوفية ومستكملة لشروطها الذاتية والموضوعية، وما تبذله القيادة من جهود متوالية لتطوير الحياة اليومية للمواطن والمجتمع والأمة عن طريق الوسائل والأدوات والإمكانات التقنية المتقدمة، مؤكداً أن كل ذلك سيجعل لهذا الكرنفال تأثيره في وجدان هذا المجتمع وأصالته وتماسكه. عروض سينمائية ثلاثية الأبعاد في جناح «السياحة» زار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز أول من أمس، جناح الهيئة (واحة السياحة والتراث) في مقر المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية، الذي يحوي هذا العام أكبر شاشة عرض فلمي، وشاشة سينمائية ثلاثية الأبعاد. واطلع الأمير سلطان بن سلمان خلال تجوله في جناح «الهيئة» على محتوياته التي ضمت مرسم الطفل، وقاعة العروض المرئية، والشاشات التفاعلية، وشاشات التواصل الاجتماعي، وشاشة العروض، إضافة إلى أبرز مشاريع «الهيئة» في مجال التراث الوطني، وعروض برنامج عيش السعودية، الذي تنفذه «الهيئة» لطلاب المدارس بالتعاون مع وزارة التعليم. وتحوي الواحة أنشطة تفاعلية للطفل، تركز على تعميق الارتباط بالتراث الوطني وفق أساليب ترفيهية، إضافة إلى قاعة لعرض الأفلام القصيرة الفائزة بمسابقة ألوان السعودية التي انتجتها مواهب سعودية شابة عن مناطق المملكة. وتتكون واحة السياحة والتراث من عناصر عدة، هي صالة عرض مغطاة، ومناطق احتفالات خارجية مفتوحة ومدرجات ونوافير، وقاعة العرض التلفزيوني، وأركان الرعاة بإجمالي مساحة 3.040 متر مربع. وتركز الواحة على تعريف الزائر على ثلاثة محاور رئيسة، هي: محور الآثار والتراث الحضاري، ومحور التراث العمراني، ومحور السياحة، ويتوقع أن يصل عدد الزوار في فترة المهرجان ما بين 600 إلى 800 زائر في الساعة، من جميع مستويات المجتمع والأعمار. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دشن جناح «الهيئة» في افتتاح دورة العام الماضي 1437ه من المهرجان.