توقعت إنني حركت عش الدبابير وإنني وقعت في ورطة سوء الظن، عندما كتبت مقالي السابق «لجنة سكتم بكتم» التي حاصرتها باتهامات من تصوري العام للمشهد الرياضي على مدى السنوات الماضية، وبعد أن اطلعت على تعقيب اللجنة على مقالي قلت ما قاله أبو حنيف «آن لأبي حنيفة أن يمد قدميه». كانت فكرة مقالي واضحة وصريحة للغاية فقد ركزت على سكوت اللجنة منذ إنشائها وسباتها سنوات عدة، ثم استيقظت العام الماضي على هفوات كشفت ضعف آلية العمل في اللجنة، بينما تعقيب اللجنة تركز على خبر واحد منشور لها هذا الموسم في صحيفة الجزيرة فقط وهذا منطق أعوج سمح لي بأن أتمدد للآخر. تعتقد اللجنة انني كتبت من بنات أفكاري وهذه مغالطة واضحة وتعتقد اللجنة أن مهمة الناقد هي مهمة المحرر الصحافي نفسها الذي لابد أن يوثق خبره مهنياً بينما الناقد أو أي كاتب يبني طرحه على المشهد العام والنتاج اليومي من الأندية والاتحادات الرياضية واللجان العاملة في الاتحادات. كتبت مقالي كبناء تراكمي ممتد لسنوات عدة فقد عملت مديراً للمنتخبات 16 عاماً وعرفت إن من واجب أي مدير كرة وأي مسؤول في المنتخبات والأندية أن يتزود بمستجدات حملة مكافحة المنشطات الواسعة في أنحاء العالم وكنت أتمنى لو سكتت اللجنة بدلاً من الكلام الذي يدينها «يداك أوكتا وفوك نفخ». عندما كنت مديراً للمنتخبات كنت أنتظر من اللجنة أن تزودني بالمحضورات من الأدوية والمنشطات، وكنت أنتظر ذلك من اللجنة الأولمبية التي فعلت ذلك معي مرة واحدة طوال مشواري مع المنتخبات، ومن هذا التصور عندي كتبت مقالي بعنوان «سكتم بكتم»أي أن تصوري لم يأت من فراغ وإنما نتاج خبرة وإلمام بالمشهد الرياضي ومعطيات اللجنة بالذات. اللجنة في ردها الانفعالي استخدمت ألفاظاً مؤذية ولن أتوقف عندها وإنما يهمني الواقع، هل تغير للأفضل ؟أعتقد ذلك..... فقد بدأت اللجنة التواصل مع الإعلام وبدأ التنويه بأن اللجنة تلزم كل لاعب مستهدف بتحديد ثلاثة مواقع يكون فيها لكي تحضر اللجنة لأخذ العينة في المواقع التي يتوقع اللاعب تواجده فيها وهذا خطوة متقدمة ومهمة للغاية، كما كثفت اللجنة نشاطها التنويري داخل الأندية وعبر القنوات الإعلامية وهذه خطوات تحسب لها لا عليها، أما قذائف العبارات القاسية التي لغمت تعقيبها بها فلا يوجد عندي باتريوت اعتراضي ولا اسمع ولا أرى وهذا يكفي. اللجنة أخيراً نطقت وكنت أتمنى أن تقدم لنا أسماء النجوم الكبار المتورطين العام الماضي بحسب تصريحاتها عبر وسائل الإعلام، وعلى اللجنة التركيز على العدل والقسط فابن تيمية يقول الشريعة كلها عدل وقسط وما أتى خارج هذا الإطار ليس منها، فلا يجوز للجنة تطبيق لوائحها على ماجد الرائد وكويكبي الوحدة وتغض الطرف عن كبار النجوم، فهذا ظلم وليس عدل، أي ليس في الشريعة الإسلامية، ولا لوائح اللجنة الدولية. «فولتير يقول إذا أردت أن تناظرني فعليك أن تفهم مصطلحاتي». [email protected]