الكذب (بكافة ألوانه)، إخفاء الحقيقة، أو جزء منها، تحوير الوقائع، مسميات عدة لفعل واحد يبغضه الجميع، ويصعب كشفه في غالبية الأحيان، فهل توجد طرق فعالة تجنبنا الوقوع في شباك الكذب، والكاذب؟ للإجابة عن هذا السؤال، درس باحثون من حول العالم مقاطع فيديو صورت داخل قاعات محاكم أثناء الاستجواب، واستمعوا إلى ساعات من مقابلات الإدلاء بالشهادة، بحسب صحيفة "ذا تيليغراف" البريطانية. وعلى الرغم من أن نتائج الدراسات ليست دقيقة بشكل تام، إلا أن بعض الباحثين يقسمون بفاعلية بعضها: العيون قد تكون في كثير من الأحيان.. فاضحة وجدت الباحثتان بيلا دي باولو وويندي موريس من جامعة "كاليفورنيا" أن بؤبؤ عين الإنسان يميل إلى الاتساع عند الكذب. وخلافاً للاعتقادات السائدة، بينت الدراسات أن الكاذب لا يميل إلى الرمش بشكل أكبر من الصادق، بل على العكس تماماً. وبينت مقاطع فيديو الاستجواب في المحاكم، أن الكاذب يطيل النظر المباشر في العيون، على عكس التوقعات. نبرة الصوت وطريقة الكلام أظهرت الأبحاث أن الكاذب يميل إلى التكلم بنبرة حادة وصوت عال، وهو ما يشير إلى مستويات أعلى من التوتر والتركيز. كما أن الكاذب يكرر الكلمات بشكل أكبر من الصادق، ويميل إلى زم شفتيه كثيراً. ويستخدم الكاذبون الكلمات "أمم" "آه" بشكل كبير أثناء كلامهم. الإيحاءات الجسدية وجد الباحث إدوارد جيزلمان أن للكاذب سلوكيات قد تكون فاضحة، منها اللعب بالشعر أو بالأظافر. إضافة إلى تكرار السؤال قبل الإجابة عليه، لإيجاد وقت أكبر لدراسة الإجابة. كما بينت الدراسات أن الكاذب يميل إلى تبرير إجاباته حتى وإن لم يطلب منه ذلك، على عكس الصادق. وأشار جيزلمان إلى أن الكاذبين يكشرون أو يتهكمون بشكل ملحوظ أثناء التكلم، ويستخدمون أيديهم للإشارة بشكل كبير. الكاذب لا يمكنه الاختباء وراء الكلمات المكتوبة عاين الباحث جيمس بينيبيكر من جامعة "تكساس" المواد المكتوبة لإيجاد الفرق في طريقة الكتابة بين الصادق والكاذب، ووجد أن الأخير يميل إلى استخدام كلمات سلبية بشكل أكبر، مثل "كره" و"حزن" وغيرها. كما وجد بينيبيكر أن الكاذب يتجنب الإشارة إلى نفسه بكلمة "أنا" في المواد المتكوبة، بل يذهب غالباً إلى استخدام صيغة الشخص الثالث "هو" أو "هي".