على رغم إصابته بالعمى بسبب حادثة مرورية تعرض لها قبل عام ونيف، ما زال مهند أبو دية يخترع ويحاضر ويدعو الشباب إلى الجد والعمل ليكون لهم أسماء تخلدها الذاكرة، إذ قيد تحت اسمه 9 اختراعات 3 منها بعد تعرضه للحادثة. واستضافته جامعة جازان أول من أمس ليلقي محاضرة عن قيمة الإبداع، بدأها مدير الجامعة الدكتور محمد آل هيازع بالطلب من الحضور الوقوف تحية وتقديراً لهذا الشاب، وأتبعها بكلمة دعا فيها الطلاب إلى السعي نحو التميز في تخصصاتهم ومجالاتهم العلمية. وتحدث أبو دية في بداية محاضرته «كن مخترعاً» عن بداية أحلامه بأن يكون أفضل إنسان في السعودية والعالم: «اهتديت إلى أن العالم بحاجة إلى مخترع مسلم، فحاولت أن أعرف كل الاختراعات، وتأكدت أن هذا مكاني، ولكني قوبلت بالاستهزاء من البعض الذين اتهموني بالجنون، وأنا أقول من هنا، إذا ضحك عليك الناس، فأنت على الطريق، وإن قالوا مجنون فإنك وصلت». وتطرق إلى قانون الحاءات الخمس لحل المشكلات وهي: حس بالمشكلة، حدد المشكلة، حلل أسباب المشكلة، حل المشكلة، حاول تجريب الحل، مشدداً على ضرورة أن تكون الطموحات كبيرة للوصول إلى حل للمشكلات. وقال: «إذا كانت طموحاتك صغيرة وضعيفة فستعيش طوال عمرك صغيراً وفي خانة ضيقة». ولفت إلى أنه نجح في اختراع غواصة تتمكن من الوصول إلى أعماق ذات ضغط عال لم يصل أحد إليها من مخترعي العالم، مشيراً إلى أنها كسرت حاجز الغوص العالمي بعمق 6525 متراً تحت الماء، متفوقة على عمق 6500 متراً الذي وصلت إليه الغواصة اليابانية شينكاي. وأكد أن الغواصة التي أطلق عليها «صقر العروبة» ستتمكن من استكشاف الشقوق البركانية والأخاديد والكهوف التي قد تحتوي على منابع للبترول أو محتويات من المعادن، إضافة إلى تمكين فرق الإنقاذ من انتشال الغواصات الغارقة في قعر المحيط. والمخترع السعودي الكفيف لا يزيد عمره عن 23 عاماً هو مؤسس المركز السعودي لثقافة الاختراع ورئيسه، ومدرب مهارات الاختراع ومستشار لشركات عدة، وسجل له 9 اختراعات 6 منها قبل الحادثة التي أفقدته بصره وبتر ساقه الأيمن، ولكن ذلك لم يثن عزيمته، بل سجلت له 3 اختراعات أخرى منها قلم يساعد المكفوفين ورواد الفضاء والغواصين على الكتابة، إذ يتميز بأنه ذو نهاية مغناطيسية يتفاعل مع الورق الخاص به، وعندما يلامس القلم الدفتر يحصل له انجذاب إلى الورق بطريقة تمكنه من الكتابة الصحيحة، وعلى السطر من دون انحراف.