بدأت تركيا اليوم (الإثنين) محاكمة الداعية فتح لله غولن غيابياً بتهمة التحريض على محاولة الانقلاب التي وقعت في تموز (يوليو) الماضي مع 269 شخصاً آخرين غالبيتهم من العسكريين. وبدأت الجلسة الأولى وسط تدابير أمنية مشددة، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء «الأناضول»، مشيرةً الى وجود مدرعات خفيفة للدرك وطائرات من دون طيار وكلاب مدربة. ويحاكم المتهمون ال270 الذين أُوقف 152 منهم على ذمة التحقيق، بتهم «محاولة الإطاحة بالنظام الدستوري» و«الانتماء الى منظمة إرهابية»، إضافة إلى تهمة «محاولة إطاحة البرلمان او منعه من القيام بواجباته». ومن المتوقع أن تصدر في حق كل واحد منهم عقوبتان بالسجن مدى الحياة. ومن بين المتهمين عدد كبير من الضباط السابقين من ذوي الرتب العالية، مثل الجنرال السابق المسؤول عن منطقة ايجه، ممدوح حق بيلان، بحسب ما أكدت الوكالة. ويحاكم الداعية المنفي في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن غيابياً إذ تتهمه السلطات بالتحريض على محاولة الانقلاب، إلا انه ينفي ذلك نفياً في شكل قاطع. وطالبت السلطات التركية، واشنطن مراراً بتسليمه، لكنّ المسؤولين الأميركيين اجابوا ان القضاء هو الذي يتخذ القرار في هذا الشأن. ودعا المسؤولون الأتراك من جديد الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى «تسريع العملية القضائية». واتخذت السلطات التركية إجراءات قضائية غير مسبوقة في تركيا بعد الانقلاب الفاشل كان أولها إعلان حال الطوارئ وأوقفت أكثر من 43 ألف شخص خلال عمليات تطهير بدأت بعد 15 تموز (يوليو). وبدأ عدد كبير من المحاكمات في الأسابيع الأخيرة، وأصدرت محكمة في مستهل كانون الثاني (يناير) الجاري حكماً هو الأول من نوعه بالسجن مدى الحياة على دركيين دينا بالتورط في محاولة الانقلاب. وبالاضافة الى الانقلابيين المفترضين، استهدفت عمليات التطهير الأوساط الكردية ووسائل الاعلام. وحملت تلك العمليات منظمات غير حكومية على اتهام السلطة بالاستفادة من حال الطوارئ للتخلص من كل الاصوات المعارضة.