أنهت الانتخابات النصفية الأميركية قيادة نانسي بيلوسي التي تعتبر أكثر النساء نفوذاً في الولاياتالمتحدة، لمجلس النواب الأميركي، مع توجيه الناخبين صفعة قوية للحزب الديمقراطي في المجلس. وفازت بيلوسي للولاية الثانية عشرة على التوالي في الانتخابات عن مقعد مجلس النواب في سان فرانسيسكو ولكن مع حلول يناير'كانون الثاني سيكون عليها تسليم مقعدها على الأرجح لزعيم الأقلية الجمهورية الحالي جون بوينر. وكان أسلوب بيلوسي الصلب والسياسات التقدمية التي ساهمت في تحقيقها جعلاها هدفاً مفضلاً للجمهوريين المتمردين في أنحاء البلاد. وقد بدا وجه بيلوسي أكثر من أي ديمقراطي آخر بينهم الرئيس باراك أوباما نفسه، على معظم الإعلانات الانتخابية للحزب الجمهوري التي هاجموا فيها الديمقراطيين. ونجحت بيلوسي في هندسة صفقات وسياسات رأتها تاريخية ومميزة إلاّ أنها بدت في نظر الناخبين مثالية جداً ومكلفة. وكان الجمهوريون في الأشهر الأخيرة يلفظون إسمها وكأنه لعنة أو فأل سيئ، حتى ان الديمقراطيين طلبوا منها الابتعاد عن حملاتهم. وفي المراحل النهائية للحملة الانتخابية، واصلت بيلوسي حملتها بعيداً عن الأنظار ولم تظهر إلا نادراً في مناسبات انتخابية علنية للترويج لنفسها ونظمت جلسات خاصة لجمع التبرعات. ولم تيأس بيلوسي حتى اللحظة الأخيرة من إمكانية منع الجمهوريين من السيطرة على مجلس النواب، ولم تبد في خطابها ليل أمس الثلاثاء أمام أنصارها أي إشارة توحي بأنها تعتقد حقاً أن الديمقراطيين سيفقدون الغالبية. وقالت وهي تبتسم "لن نعود إلى الوراء إلى سياسات الماضي الفاشلة. نحن نقاتل من أجل الطبقة الوسطى". وقال مساعدو بيلوسي التي تعتبر قوة نافذة وراء الكواليس، إنها نجحت في جمع 64.8 مليون دولار للمرشحين ولجنة حملة الديمقراطيين في الكونغرس في السنتين الأخيرتين.