قصة الحب العراقية بين شاب وزميلته التي انتهت بالزواج على رغم كل ما أحيط بهما وبعد فراق وصبر ثم لقاء، هذه القصة التي أوردتها أول من أمس نقلاً عن صاحبها كانت على أهميتها العاطفية والاجتماعية، من أبسط الأشياء التي توحي بالوضع في العراق، الوضع الذي دعا عاطفة الحب السعودية ممثلة في خادم الحرمين الشريفين إلى ترجمة أحاسيسها بمبادرة سياسية راقية ومحايدة، ما هي إلا رأس الهرم للمنظور الذي تنطلق منه بلادنا في النظر للأشقاء إجمالاً، والجيران منهم بشكل خاص. في الشرق الأوسط، أو العالم العربي، اختر ما شئت، توجد مواقع معينة يمكن اعتبارها نقاط ضعف، نعرف أشهرها، ولا يمكن استجماع القوة، واستحضار الطمأنينة إلا بتحويل الضعف إلى قوة في كل منها، قبل الحديث عن قوتها كوحدة واحدة. قصة الحب السعودي طويلة، بطول تاريخ المنطقة، وعرف من عانقنا وقابل حبنا بحب أننا، ونحن الأقوياء بالله ثم بقيادتنا ثم بمقدراتنا، لا نبغي إلا الإصلاح للأمة جمعاء، ولا نروم سوى السعادة والهناء للإنسانية جمعاء، فما بالكم بإنسان جار وشقيق وقصص الحب معه أقدم من غيرها. على رغم ضعفي في المتابعة السياسية، إلا أنني أحس أنه في كل مرة تبادر السعودية ممثلة بقيادتها السياسية إلى اقتراح أو وضع الحلول، أو تهيئة المكان والزمان وظروف الحياد للمتخاصمين أو المختلفين في اتجاهاتهم السياسية في البلد الواحد، تحدث مواكبة إعلامية كبيرة، ثم تأتي الاستجابات قوية من الأطراف جميعاً، ونلحظ أحياناً أن هذا الزخم يخفت، بفعل فاعل غالباً، فماذا يحدث، يدور الأمر، وتكثر المناورات لأشهر أو سنوات، ثم تجد جميع الأطراف تعود إلى اتفاقها الذي تم على الأرض السعودية، التي كانت تدعو جميع الأطراف حتى تلك التي تختلف معها في وجهات النظر، لأن احترامنا لخصوصية الآخرين ديدن سياسي عريق أثمر دوماً الإصلاح بين فرقاء البلد الشقيق الواحد. إنهم يكتشفون الحياد، وبعضهم، سهواً أو عمداً، يسعى قليلاً أو كثيراً لإثبات عدم الحياد فلا يجد من مسعاه سوى إضاعة وقته وجهده، وتأخير فرص متاحة كان استغلالها الأفضل له ولبلده ولشركائه ونظرائه بل وحتى خصومه السياسيين. ربما ليست قصة الحب السعودي، ربما هي تاريخ الحب السعودي في المنطقة والعالم، يخطه نيابة عن الشعب كله خادم الحرمين الشريفين على صفحات تاريخ المنطقة، فينصفنا من ينشد الإصلاح ويبخسنا حقنا من في قلبه مرض. ننتظر لقاء العراقيين في رياض العز والمجد، ضيوفاً أعزاء، لهم ما يشاؤون من النقاشات والآراء، وتقرير الأنسب لصالح وطنهم وشعبهم وأمتهم وجيرانهم، ولهم علينا حق الضيافة، ولنا عليهم حق الحب. [email protected]