نفذت قوات خاصة أميركية عملية إنزال مظلي من طائرات «أباتشي» شاركت فيها مروحيات عدة في قرية يكلا في منطقة قيفة التابعة لمحافظة البيضاء (وسط اليمن) أسفرت عن سقوط 14 من مسلحي «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، كما ذكرت وزارة الدفاع الأميركية التي أكدت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أجاز هذه الغارة على موقع التنظيم في البيضاء. وبين القتلى قادة في التنظيم من بينهم عبدالرؤوف الذهب وشقيقه سلطان الذهب وسيف الجوفي الملقب ب «النمس»، والذي يعد من أخطر القيادات الميدانية المقاتلة للتنظيم المتطرف في اليمن. وتقول مصادر يمنية إن عائلة الذهب على صلة وثيقة بهذا التنظيم. وقال مسعفون في موقع الهجوم إن بين القتلى عشر نساء وثلاثة أطفال. وقالت المصادر المحلية في قيفة إن عملية الإنزال الأميركية بدأت في جبل سهوم المطل على قرية تكلا، وبعدها جرت اشتباكات عنيفة بين القوات المهاجمة للقرية والعناصر المسلحة، وقالت إن عبدالرؤوف الذهب ربما قتل بصواريخ طائرات من دون طيار، في حين يعتقد أن شقيقه سلطان والنمس قتلا في الاشتباك مع قوات الإنزال. وأكد مسؤول محلي ومصادر قبلية أن الزعماء الثلاثة قتلوا في الهجوم الذي استخدمت فيه ايضاً صواريخ جو-ارض. وقتل في السابق شقيقان لعبد الرؤوف وسلطان الذهب كانا ايضاً على صلة بتنظيم «القاعدة» في غارات نفذتها طائرات من دون طيار. وذكر المسؤول أن قائد مجموعات تنظيم «القاعدة» في المنطقة ويدعى أبو برزان قتل ايضاً في الهجوم. وأوضح مصدر قبلي أن الهجوم استمر نحو 45 دقيقة وتخللته مواجهة مع عناصر التنظيم المسلح الذين «قاوموا الهجوم الأميركي عبر إطلاق النيران من أسلحتهم الرشاشة». ووفق سكان في المنطقة، يدير تنظيم «القاعدة» معسكرين في يكلا وهي منطقة جبلية يصعب الوصول اليها وتقع على مقربة من رداع التي تعتبر ملاذاً للجهاديين منذ سنوات. وهذه أول عملية عسكرية تشنها القوات الأميركية في اليمن منذ تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة. ونفذت الولاياتالمتحدة عشرات الغارات بطائرات بلا طيار خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما ضد تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب». وفي رسالة على حسابه الرسمي على «تليغرام» نعى التنظيم عبدالرؤوف الذهب الذي وصفه ب «المجاهد»، لكن البيان لم يحدد عدد القتلى الآخرين. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن جندياً قتل وأصيب ثلاثة آخرون في الهجوم. وجاء في بيان للجيش الأميركي أن 14 مقاتلاً من تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» قتلوا في الهجوم الذي نتج منه جمع «معلومات ستقدم على الأرجح نظرة عميقة للمخططات الإرهابية في المستقبل». وأكدت معلومات مقتل زوجة أنور العولقي في عملية الإنزال الأميركية أمس، وكان أنور العولقي الذي قتلته طائرة أميركية من دون طيار في محافظة شبوة قبل سنوات عدة متزوجاً من شقيقة عبدالرؤف الذهب وهي تقطن في قرية أخيها منذ مقتل زوجها، كما تقول المصادر إن ابنة العولقي وعمرها ثماني سنوات قتلت الى جانب أمها، كما تفيد المصادر بأن تسع مروحيات على الأقل شاركت في عملية الهجوم على خلية الذهب في تكلا، وأن سكان المنطقة شاهدوا مروحيتين تحترقان قرب المنطقة التي شهدت الاشتباكات. وعلى الصعيد الميداني، سيطرت قوات الجيش اليمني مسنودة بطيران التحالف العربي أمس، على جبل المريكب وجبل المرايغة في عزلة اليمن في مديرية مقبنة غرب تعز. وفي المعارك الدائرة حول مدينة المخا قتل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 90 من المسلحين الحوثيين و19 جندياً يمنياً. وبين القتلى عبدالبديع الحوثي، ابن عم عبدالملك زعيم الحوثيين. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر طبي يمني أن مستشفى العلفي العسكري في الحديدة القريبة من المخا «استقبل أكثر من تسعين جثة (من الحوثيين) وعدداً كبيراً من الجرحى. ونظراً الى عدم قدرة المستشفى على استيعاب الضحايا، تم نقلهم الى مستشفيات أخرى». وذكر مصدر عسكري أن الشريط الساحلي من الحديدة حتى المخا على البحر الأحمر «تعرض لأعنف قصف جوي واستهداف لتعزيزات الحوثيين القادمة نحو المخا» من قبل طائرات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. كما قصف «معسكر خالد شرق المخا ومحيطه والمواقع الدفاعية التابعة له». وخلال الاشتباكات التي شهدتها المنطقة في الساعات الأربع والعشرين الماضية تقدمت قوات الشرعية واستعادت شوارع عدة في المخا، وأشار المصدر العسكري الى ان «المعارك لم تتوقف مع الحوثيين». الى ذلك، قالت مصادر حكومية في العاصمة الموقتة عدن إن الحكومة اليمنية أخطرت الأممالمتحدة بتجهيز خمسة مطارات في اليمن لنقل المسافرين اليمنيين بدلاً عن مطار صنعاء الذي أصبح في منطقة خطرة مع اقتراب المواجهات من جبال أرحب المطلة على المطار. وتقع المطارات في عدن وسيئون والريان والغيضة إلى جانب تجهيز مطار محافظة سقطرى.