تبددت آمال نحو 20 فتاة في المنطقة الشرقية، بالالتحاق بوظائف «كاشيرات» في سوقين تجاريتين في مدينة الخبر، بعد فتوى هيئة كبار العلماء التي حرمت عمل النساء في هذه المهنة التي نشرتها «الحياة» أمس. وتأتي هذه الفتوى قبل أيام من خوض إحدى السوقين، التجربة التي كان من المقرر أن تنخرط فيها 9 فتيات، «أكملن دورة تدريبية نظمها المركز خلال الأيام الماضية قدمتها مدربة بحرينية»، بحسب قول مسؤول في السوق الذي أوضح ل«الحياة»، أنهم لم يتلقوا «أية تعليمات من مكتب العمل في المنطقة الشرقية حول الأمر»، مستدركاً: «في حال صدر قرار بالمنع سنلتزم به». فيما رفض مدير مكتب العمل في الشرقية أحمد العبيد التعليق على الموضوع، بسبب «فرض الوزارة تعتيماً عليه». بيد أنه ألمح إلى عدم تلقيهم قراراً من الوزارة. وكان مسؤولون في السوقين تقدما خلال الأسابيع الماضية إلى مكتب العمل بطلبات لتوظيف فتيات «كاشيرات»، ووضعوا إعلانات عن هذه الوظائف في مداخل الأسواق برواتب تصل إلى ثلاثة آلاف ريال. وعلمت «الحياة» أن أسواقاً أخرى تريثت في التقدم بطلبات توظيف، في انتظار صدور موافقة وزارة العمل على الطلبات المقدمة. فيما أبدت فتيات رغبتهن في العمل في هذه الوظيفة. وكان لافتاً أن من بينهن جامعيات، على رغم أن المؤهل المطلوب هو «الثانوية العامة». كما تضمنت الشروط أن يتراوح عمر المتقدمة بين 20 و30 سنة. وخصصت الأسواق التي كانت تعتزم خوض التجربة، مكاناً خاصاً ب «الكاشيرات»، تتوافر فيه «الخصوصية الكاملة والأمن التام، من خلال وضع حواجز تعزلهن عن الرجال. ويتعاملن مع النساء والعوائل فقط». كما منحتهن الحرية في «كشف وجوههن أو ارتداء النقاب مع العباءة. وكان مقرراً تفصيل «جاكيتات خاصة بهن، تضمن لهن الحشمة والستر بعد مباشرة العمل»، بحسب قول مسؤول في إحدى الأسواق. وعلمت «الحياة» أن مفتشين من مكتب العمل عاينوا مكان عمل «الكاشيرات»، وتوصلوا إلى أن المكان «نظامي ويستوفي الاشتراطات والأنظمة كافة التي وضعتها وزارة العمل، لناحية توافر الخصوصية التامة، وعدم الاختلاط بالرجال». ورفعوا تقريراً مفصلاً إلى وزارة العمل، «لإصدار تصاريح تسمح للكاشيرات بمباشرة العمل في المكان، والتعامل مع النساء فقط وكبار السن»، بحسب مصادر في مكتب العمل. وقال مشرف على الشؤون الإدارية في أحد مراكز التسوق ل«الحياة»: «تقدمنا إلى مكتب العمل، للحصول على الموافقة بتوظيف 10 فتيات مبدئياً، بعد استيفاء الشروط المطلوبة»، مضيفاً: «لا نعلم ماذا سيكون قرار وزارة العمل حول مصير هذه الطلبات في ظل الفتوى المنشورة أمس. فربما يوافقون عليها، ولكن في ظل اشتراطات معينة. وربما ترفض نهائياً». ولن تقتصر «الموافقة» أو «الرفض» على وزارة العمل، فهناك أولياء الأمور الذين تشترط الأسواق التي تعتزم خوض التجربة، موافقتهم على عمل بناتهم في هذه الوظيفة.