تفضل نوف ذات الثلاثين ربيعاً العمل «كاشيرة» في أحد المحال التجارية بعيداً عن ذل السؤال. ظروف الحياة الراهنة وغلاء الأسعار إضافة إلى ضآلة راتبها، يوجب عليها اعتمادها على نفسها وتوفير متطلباتها ومنزلها من راتبها، مشيرة إلى أن وظيفة المرأة تعد نعمة لكونها مصدراً مالياً تؤمن به المرأة مستقبلها وسلاحاً دفاعياً يحميها من قسوة الزمن. وأشارت إلى أنها تعرضت للإحباط فور سماعها فتوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء التي قالت بتحريم عمل المرأة «كاشيرة» أول من أمس، «أصبت بالإحباط ودخلت دوامة من الضياع». ونوف أرملة ولديها أربعة أطفال؛ هي المسؤولة عنهم، إضافة إلى أنها تصرف على والدتها وأسرتها كاملة وعددهم 13 نفساً، على رغم ان راتبها لا يتجاوز 2500 ريال، «لكنه يكفينا ذل السؤال». وتتابع حديثها بحسرة: «بعد صدور الفتوى بتحريم العمل بسبب الاختلاط، كيف نعيش ومن يستطيع أن يصرف علينا؟ ومن يتحمل مصاريف الأطفال الصغار، بسبب هذه الفتوى أصبحت أعيش بدوامة، هل أواصل عملي لأصرف على 13 نفساً في أمس الحاجة لي أو أترك العمل، ونقف جميعاً أمام إشارات المرور؟». وتعمل نوف «كاشيرة» منذ ثلاث سنوات ولا يتطلب عملها أكثر من الجلوس على جهاز المحاسبة ومحاسبة زبائن المحل، ولا تتذكر في يوم أن تعرضت لأي موقف سلبي من الزبائن. وأشارت إلى أن راتبها يؤهلها للعيش ملكة من دون أن تمد يدها للغير، «لكن بعد هذه الفتوى التي صدرت في صميم عملنا قد تجلب لنا الكثير من المتاعب». وتستيقظ «هيفاء» كل يوم مع نسمات الفجر، فترش وجهها بقطرات من الماء البارد وتكمل وضوءها وتستعد للصلاة، ثم تعد إفطار أبنائها وتأخذ في إيقاظهم ليتوجهوا إلى مدارسهم، ثم تتحرك بهمة لتأخذ مكانها في احد المحال التجارية. تقول: «عمل المرأة في مكان عام مع الرجال ليس اختلاطاً، فالممرضة والمضيفة والصحافية يعملون في مكان عام ومع الرجال، فأنا قدمت على هذا العمل بصحبة ولي أمري وبموافقة ومباركة منه، وأنا من حقي أن أكون إنسانة عاملة خير من بقائي في المنزل عالة على والدي المسن». 1200 طلب توظيف في شهر أوضحت مسؤولة العلاقات العامة في احد المراكز التجارية الكبرى نهى الزامل: «أن هناك 200 طلب معروضة عليهم للعمل معهم على وظيفة كاشيرة، كما أن عدد الاتصالات التي وردت إليهم الشهر الماضي، وصلت إلى 1200 اتصال، للاستفسار عن طريقة العمل معهم كموظفة « كاشيرة». وأضافت: «ان التحريم سيضر بعمل المرأة ويصعب علينا ما نقوم به من مساعدة للمرأة العاملة، وعلى رغم أن الكثير من العاملات لديهن ظروف أسرية صعبة، إلا أنهن مجبرات على مصارعة الحياة وتحقيق حياة كريمة لأسرهن».