يبقى نظام «ساهر» مثل كمادة باردة على جبهة شخص مصاب بأمراض مختلفة، متفاوتة الضرر على السلامة والصحة، منها ما يحتاج الى جراحات سريعة، ومنها ما هو بحاجة الى علاج آخر، وإذا لم يتم الإسعاف بحزمة من الأدوية، فسيبقى الأثر الايجابي من الكمادة ضئيلاً جداً. توقعت أن تستثمر إدارة المرور الصدمات المتتالية - مع التطبيق في كل مدينة - التي أحدثها تشغيل نظام «ساهر»، ليبدأ الإعلان عن إضافة مخالفات مرورية أخرى لا يدقق فيها الآن هي من الخطورة بمكان، وكثير منها يؤدي الى الارتباك والازدحام، ويوماً بعد يوم أرى أن اثر الردع أو «محاسبة النفس» الذي أحدثه «ساهر» يتراجع شيئاً فشيئاً، من مشاهدات عند القيادة اليومية، وأتوقع أن الكثيرين مثلي، كما لا نرى ل «ساهر» أثراً في الطرق الدائرية، لذلك فالانفلات ما زال العنوان الرئيسي للحركة المرورية. في أي رحلة او مشوار ترى كل المخالفات أمامك، ومن السهل جداً حصول حال تلبّك مروري في شريان حيوي، ما زال أطراف الحوادث يمكثون في وسط الطريق الى أن تأتي سيارة الشركة، وما يحز في النفس أحوال سيارات الإنقاذ والإسعاف عند الازدحام. المرور مطالب ببداية مرحلة جديدة، يستفيد فيها من الانطباع السلبي عن نظام «ساهر» عند بداية التطبيق، إذ أدى نقص التحضير والتهيئة الى حال من الرفض، والبداية المقترحة تكون بالتذكير بالمخالفات القائمة حالياً، ومراحل بداية ملاحقة ساهر لمرتكبيها. قيادة المركبة تتحول الى عادة، ومع ضعف تطبيق النظام اعتاد السائقون في شوارعنا على أسلوب «نفسي... نفسي»، فلا حق الطريق مصان ولا حقوق الآخرين، فمن يتذكر حقوق الاولوية في الحركة؟ أشرت بالأمس إلى حادثة شنيعة وقعت في شارع صلاح الدين (الستين) في الرياض، وتصرف السائقين المخجل من حولها، ويسأل الإنسان نفسه كيف لمسعفين العمل في ظل هذه الأحوال؟ ما زال الوقت مهيأً للمرور ليدفع بوجبة جديدة - من مهام ساهر - الى الميدان يؤكد فيها ضرورة الالتزام بنظام القيادة السليم، فالكاميرا ترصد كل شيء تقريباً، ولعل اخطر ما يحدث الآن هو التجاوز السريع من الجهة اليمنى، والانعطاف المفاجئ من طرف الشارع الى طرفه الآخر، لذلك يلجأ البعض الى مصاحبة الحائط الخرساني على اليسار، جيرة حائط إسمنتي عند القيادة أفضل من جيرة سائق طائش لا يفرّق بين القيادة ولعبة البلاي ستيشن. www.asuwayed.com