اعتبرت أوساط رجال الأعمال والاقتصاديين العراقيين نتائج اجتماعات اللجنة العراقية - الفرنسية العليا المشتركة في بغداد، حدثاً مهماً في اطار اطلاق استراتيجية الشراكة بين العراق وفرنسا، وتفعيل دور القطاع الخاص في البلدين، من خلال منح رجال الأعمال والشركات الخاصة افضلية في رسم السياسة الاقتصادية بينهما. وأعلن رئيس اتحاد رجال الأعمال العراقيين راغب بليبل في تصريح إلى «الحياة»، ان استراتيجية الشراكة «ستكون قاعدة صلبة لجهود يبذلها القطاع الخاص ورجال الأعمال في البلدين، لتفعيل الاتفاقات التي وقعتها وزيرة الدولة للتجارة الخارجية آن ماري ادراك مع الجانب العراقي في بغداد، وتناولت قطاعات التجارة والنفط والاتصالات والكهرباء والصحة والصناعة والاستثمار والنقل والإعمار والإسكان، فضلاً عن قطاعات اخرى». ولفت إلى «مشاركة فاعلة لمجلس الأعمال العراقي - الفرنسي الذي يمثل القطاع الخاص في البلدين في اجتماعات اللجنة العراقية الفرنسية، ما أعطى اهمية في بلوغ العلاقات بين البلدين المدى المطلوب لجهة مشاركة رجال الأعمال فيها في مشاريع من المقرر تنفيذها لاحقاً، خصوصاً أن نحو 100 رجل اعمال رافقوا الوزيرة الفرنسية في زيارتها بغداد، إضافة إلى حضور مكثف للشركات في معرض بغداد الدولي في دورته الحالية». وأفادت مصادر فرنسية في بغداد، في تصريح الى «الحياة»، ان شركات فرنسية اهمها «توتال» النفطية و «شنايدر» المتخصصة في قطاع الكهرباء وشركة «سانوفي افنتيس» للأدوية تعهدت بتوسيع نشاطاتها في العراق، اضافة الى توقيع شركة «يوروكوبتر» عقداً مع وزارة الزراعة العراقية. اما شركة «لافارج» فتسعى الى زيادة استثماراتها في العراق في صناعة الإسمنت، بعدما نجحت في العودة الى السوق العراقية عبر بوابة معامل كربلاء. في حين وقعت المجموعة الصناعية الفرنسية «الستوم» عقداً لإنشاء محطة انتاج كهربائية بخارية بقدرة 1200 ميغاواط في البصرة في جنوب العراق، وإعادة تأهيل محطة النجف العاملة بالغاز. وأشارت المصادر، إلى ان صادرات فرنسا الى العراق ارتفعت في السنوات الثلاث الماضية بنسبة 50 في المئة، كما تضاعفت العام الماضي بنسبة 150 في المئة عن عام 2008، بالغة 413 مليون يورو. ولفتت إلى ان «البيت الزراعي الفرنسي» سيفتح فروعاً في المناطق، بعد إربيل مركز اقليم كردستان، لتنمية نشاط الخبرة الفرنسية في تطوير القطاع الزراعي العراقي. كما يتوقع الوصول الى نتائج جيدة بالنسبة الى رفع الحظر العراقي على استيراد اللحوم الفرنسية. وكان معرض بغداد الدولي الذي بدأ أعماله، أول من أمس بمشاركة 1200 مؤسسة تمثل 80 دولة، ولقي ترحيباً استثنائياً من المواطنين الذين تحدّثوا عن اوسع تظاهرة اقتصادية يشهدها العراق منذ العام 2003. فيما ذكر مسؤولون في شركات، أن المؤسسات العالمية بذلت جهداً مميزاً في محاولاتها الدخول الى العراق من خلال بوابة المعرض، بهدف الاستثمار في العراق. كما لاحظت اوساط اقتصادية تميز الشركات الفرنسية هذا العام على نحو يترجم رغبتها في تعزيز حضورها في السوق العراقية. وأعلن المدير العام ل «الشركة العامة للمعارض والخدمات التجارية العراقية» صادق حسين سلطان، ان المعرض «كان مختلفاً في دورته الحالية، لجهة حجم الإقبال العالمي والمحلي على المشاركة». وكاد هذا الموضوع ينهي مشاركة الوفود الأجنبية في المعرض، ما «جعلنا نلجأ الى فنادق القطاع الخاص والشروع في حجزها كبديل مقبول لكل الوفود المشاركة». وأوضح أن المعرض «حمل بين طياته رسالة سياسية اضافة الى الاقتصادية»، مؤكداً «قدرة العراق على تنظيم محافل اقتصادية دولية بإمكانات عالمية».