أكد منتخب لبنان لكرة القدم للصالات "فوتسال" علوّ كعبه بعدما حقق فوزاً لافتاً ومستحقاً على نظيره التركي 4-2 (الشوط الأول 2- صفر)، في أولى مبارياته ضمن المجموعة الرابعة من بطولة البحر الأبيض المتوسط الأولى، التي تستضيفها طرابلس الغرب حتى العاشر من الجاري. ويعدّ الفوز تاريخياً للمنتخب اللبناني لانه واجه للمرة الأولى منتخباً أوروبياً، ونجح في التغلب عليه معززاً حظوظه فيبلوغ الدور ربع النهائي. وهو سيواجه الأربعاء كرواتيا التي سحقت فلسطين 8-1. وبدا جليّاً ان مدرب المنتخب التركي عمر قانر صُدم بسرعة أداء اللبنانيين عند إنطلاق اللقاء، وذلك على رغم معاناتهم من الإنزلاقات على أرضية غير مثالية للفوتسال في قاعة الاتحاد الافريقي للألعاب الرياضية. لذا حاول الأتراك الإنكفاء إلى منطقتهم والاعتماد على الهجمات المرتدة، وهم قدّموا مستوى طيّباً وكان في امكانهم الخروج بالفوز لولا المجهود الكبير للمنتخب اللبناني. واستهل المدرب دوري زخور المباراة بتشكيلة كلاسيكية عمادها الحارس ربيع الكاخي وإبراهيم حمود وقاسم قوصان وهيثم عطوي وخالد تكه جي، الذي أهدر منفرداً فرصة افتتاح التسجيل باكراً عندما فضّل التمرير إلى عطوي الذي لم يصل الى الكرة البعيدة عنه (2). وفي المحاولة الثانية على المرمى التركي، تصدّى الحارس حسين يلديز لكرة خطرة من قوصان، بينما تدخّل الكاخي ببراعة ليبعد تسديدة ياسين إردال (5). الا إن قوصان عوّض بعد دقيقة واحدة عندما مرّر كرة حاسمة من ركنية إلى عطوي الذي خطفها من بين الجميع الى الشباك مسجلاً الهدف الأول للبنان. وتحرّك الأتراك بسرعة بعد هذا الهدف، وسدد سيهان أوزكان بقوة فاصطدمت كرته بالقائم الأيسر من الخارج (9)، ثم قاد اللاعب نفسه هجمة مرتدة ومرّر إلى بوراك يلدريم الذي أصاب القائم الأيمن (16). وفي عزّ الفورة التركية، استعاد اللبنانيون زمام المبادرة فلمع نجم عطوي مجدداً لكن هذه المرّة في دور صانع الهدف، فردّ الدين إلى قوصان عندما أهداه كرة حاسمة بعد لعبة ثنائية رائعة بينهما أنهاها الأخير بحرفنة إلى يسار يلديز (18). ولم يكن حظ اللبنانيين أفضل من خصمهم، فوجد تكه جي تسديدته ترتد من القائم الأيسر في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، ومثله عطوي في مستهل الشوط الثاني، قبل أن تصدّ العارضة كرة أخرى للاعب المنتقل حديثاً الى السد القطري (27). وعاد الأتراك إلى أجواء اللقاء بعدما نجحوا في تقليص الفارق عبر عزيز سقلام الذي حوّل من مسافة قريبة كرة إلى شباك الكاخي وصلته من يلديريم (28). واستعان زخور ببدلائه، فكان محمود عيتاني وجان كوتاني على الموعد عندما قام الأول بحركة فنية رائعة تخطى على أثرها مدافعاً تركياً ومرّر كرة عرضية تابعها الثاني إلى داخل المرمى مسجلاً الهدف الثالث (30). ولم يجبر التقدّم اللبناني الأتراك على الاستسلام بل عادوا إلى الهجوم، لكن استبسال الخبير ابراهيم حمود (الوحيد الذي لعب الدقائق ال 40 كلّها)، وتألق الكاخي في الذود عن مرماه، خصوصاً عندما تصدى لكرة قوية سددها إردال، حالا دون عودة الأتراك إلى أجواء اللقاء بسرعة، وذلك في موازاة معاندة الحظ لتكه جي مجدداً عندما صدت العارضة كرة أخرى له (36). في المقابل، لم يستطع الكاخي أن يفعل شيئاً للصاروخ الذي أطلقه إردال وإخترق الزاوية اليمنى لمرماه (37)، ما دفع المدرب قانر إلى اعتماد حارسه في مركز ال "باور بلاير"، لكن الأخير فشل في المهمة قبل 20 ثانية على صافرة النهاية، إذ خطف منه تكه جي الكرة ولعبها ساقطة "لوب" بذكاء من منتصف الملعب تقريباً فاستقرت داخل الشباك، حاسماً الأمور لمصلحة المنتخب اللبناني. وعلّق زخور على هذا الفوز بالقول: "كان المنتخب التركي مجهولاً بالنسبة الينا، لذا ساد الحذر أداءنا في بداية المباراة. لكن لاعبينا اثبتوا مجدداً ان في امكانهم مواجهة أي تحدٍّ بروحهم القتالية العالية، والأهم بمهاراتهم التي تصنع الفارق دائماً في لحظات حساسة". وإعتبر عطوي أن "الأتراك لعبوا في شكل ممتاز، لكننا لم نسمح لهم في غالبية الفترات من الاستفادة من الفرص. الكلّ قدّم أداءً كبيراً واعتقد انه يمكننا الذهاب بعيداً في حال واصلنا تقديم المستوى ذاته".