مدير مناوب في مستشفى لم يتجاوب مع فجيعة أب اختطفت طفلته من على سرير الطوارئ، بل تلكأ في إبلاغ الأمن، بعد ساعات بحث عن مفتاح غرفة المراقبة بالكاميرات فلم يجده، أكد زملاؤه خطأه الجسيم لتقرر لجنة تحقيق بوزارة الصحة حسم خمسة أيام من سعادة المدير مع التوصية بعدم توليه مناصب قيادية. ورقة يمكن استلالها من الملف مستقبلاً. الطفلة وجدت في اليوم التالي بحالة نفسية وجسدية سيئة. أظهرت كاميرات المراقبة بحسب «عكاظ» أن رجلاً غريباً دخل ثلاث مرات إلى سرير الطفلة ومعه ورقة من الكادر الطبي!! لم نعلم المرتبة الوظيفية للمدير لحساب قيمة الحسم ومعرفة التسعيرة المعتمدة لهذا الخطأ. من المهم للواحد منا معرفة قائمة التسعيرات هذه ليحدد قيمته، الخطأ جسيم يدل على إهمال وتبلّد ربما يكون من أسبابه طوفان الشكاوى التي لا بد تضرب الإحساس في مقتل، حتى الخبر أغفل التفصيل في ما تعرضت له الطفلة، في حين خرج المختطف من القصة وكأنه الرجل الخفي. أما «أضحك» ما في القصة المؤلمة، فهو غرفة مراقبة بالكاميرات مقفلة والمفتاح غير متوافر ما استدعى كسر الباب بحسب ما نشرت «عكاظ». لماذا تُنشأ غرف المراقبة إذا لم تكن فيها عيون مفتوحة؟ ربما هي جزء من الديكور أو عقد المشروع المصمم على «أحدث مستوى» لتتحول غرف الطوارئ لمحاضن خطف. في مستشفى آخر - خاص - بمدينة أخرى عشرات الأطفال المرضى ينتظرون لدى طبيب أطفال، يذكر لي خال واحد منهم أن الطبيب رفض التعامل مع الحالات إلى أن يأتوا له باستشاري، وكأن المراجعين مسؤولون عن الإدارة، الخلل الإداري يدفع الموظف المضغوط وربما المهمل لرمي كرة المسؤولية على المراجعين. مشهد ثالث في الصباح الباكر جداً. حادثة مرور شنيعة. بعد مجاهدة تصل سيارة الإسعاف، يقوم المسعفون بواجبهم، يظهر شخص مسجى على النقالة، الشماغ الذي كان للتو شخصية على الرأس أصبح غطاء للوجه، لكن هذا المشهد المؤلم لا يحرك إحساساً، وسط ضجيج آلات التنبيه لسائقين لا هم لهم إلا النفاذ بسرعة مع إصرار على الفرجة لرواية «الحكاية» في الاستراحة «تالي الليل». حتى الموت لم يعد يحرك الأحاسيس. www.asuwayed.com