ذكرت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في دمشق أن اتصالات بين «فتح» و «حماس» أسفرت عن الاتفاق على عقد جلسة الحوار المقبلة في دمشق الثلثاء المقبل لاستكمال البحث في المواضيع التي تناولتها الجلسة الأولى، خصوصاً ما يتعلق بالملف الأمني وتشكيل لجنة مشتركة من الجانبين. وأوضحت المصادر أن عضو اللجنة المركزية ل «فتح» عزام الأحمد سيرأس وفد الحركة الى العاصمة السورية بحيث يعقد لقاء مع رئيس المكتب السياسي ل «حماس» خالد مشعل مع احتمال استكمال المحادثات بلقاء مع وفد من الحركة برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق. وكان الرئيس بشار الأسد أكد خلال لقائه الأسبوع الماضي وفد مجموعة «الحكماء» برئاسة رئيسة ارلندا السابقة ماري روبنسون وعضوية الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر «أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية وضرورة تضافر كل الجهود لمساعدة الشعب الفلسطيني في إنجازها». وعقد مشعل والأحمد في دمشق في أيلول (سبتمبر) الماضي اجتماعاً كان الأول منذ نحو سنة، صدر بعده بيان مشترك تحدث عن حصول اللقاءات في «أجواء أخوية وودية ورغبة صادقة من الطرفين لإنهاء الانقسام، وتم الاتفاق على مسار وخطوات التحرك نحو المصالحة» وانه جرى الاتفاق والتفاهم على «الكثير من نقاط الخلاف» مع اعتبار الطرفين التفاهمات «ملزمة وجزءاً لا يتجزأ من عملية تنفيذ ورقة المصالحة وإنهاء حالة الانقسام». وأوضحت المصادر الفلسطينية أن الجلسة السابقة أسفرت عن التوصل الى «مخارج» لمعظم القضايا الخلافية بحيث تشكل لجنتا الانتخابات ومحكمتها قبل ذلك من قبل الطرفين مع إعطاء المجال لإجراء الانتخابات بعد مرور سنة من توقيع الورقة، علماً بأن «فتح» كانت تريد إجراء الانتخابات خلال «بضعة أشهر». كما جرى التفاهم بين الطرفين في شأن موضوع منظمة التحرير الفلسطينية، إذ قبلت «فتح» مطلب «حماس» تشكيل اللجنة الموقتة الى حين إحياء المنظمة وفق اتفاق القاهرة لعام 2005 وأن تكون قراراتها «ملزمة وغير قابلة للتعطيل». وفي شأن موضوع أجهزة الأمن أقر الطرفان «إعادة بناء» الأجهزة تزامناً مع إصلاحها في الضفة الغربية وقطاع غزة، مع بقاء بعض القضايا الأخرى التي تحتاج الى مزيد من البحث، في إشارة الى موضوع تشكيل اللجنة الأمنية. وجرى الاتفاق في تلك الجلسة على أن تكون الجلسة الثانية في دمشق، غير أن «فتح» طلبت لاحقا تغيير مكان الاجتماع، فيما تمسكت «حماس» بدمشق مكاناً للقاء في ضوء ما جرى الاتفاق حوله بين الطرفين. وقالت المصادر أمس إن «مسؤولين في فتح اتصلوا أمس بمسؤولين في حماس وجرى الاتفاق على عقد الجلسة المقبلة في دمشق لاستكمال الحوار» وصولاً الى حل القضايا الخلافية وتوقيع الورقة المصرية.