سجل «الحزام الناسف» حضوراً بارزاً في عمليات تنظيم «داعش» الإرهابي في السعودية خلال العامين الماضيين، وإن كان حاضراً في تكتيكات سلفه «القاعدة»، لكن التنظيم لم يتردد في استخدام هذه الأحزمة لقتل مصلين ورجال أمن خلال أداء الصلاة في المساجد. وضبطت أجهزة الأمن السعودية أوكار خلايا إرهابية في عمليات استباقية «مُحكمة» نفذتها، تبين خلالها وجود معامل لصنع المتفجرات والأحزمة الناسفة، في مناطق عدة داخل البلاد. يفجرون الأحزمة قبل الوقوع في قبضة الأمن ولقتل رجاله عمد إرهابيون في مواجهات عدة مع أجهزة الأمن إلى تفجير أحزمة ناسفة كانوا يتحزمون بها كي لا يقعوا في قبضة الأمن، وليوقعوا ضحايا بين رجال الأمن، وكان آخرهم السبت الماضي إرهابيي استراحة الحرازات خالد غازي السرواني، ونادي مرزوق المضياني. ووقعت ثلاثة تفجيرات انتحارية في العام 2016، أحدها في موقف سيارات قوات الطوارئ قرب الحرم النبوي من الجهة الجنوبية، حيث المقر الرئيس للمحكمة الشرعية في المدينةالمنورة، فعندما اشتبه رجال الأمن في شخص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشّريف عبر أرض فضاء تستخدم مواقف لسيارات الزوار، وعند مبادرتهم لاعتراضه فجر حزامه الناسف، ما نتج منه مقتله، واستشهاد أربعة رجال أمن. وعند مغرب اليوم نفسه، وبالقرب من مسجد الشيخ العمران المجاور لسوق مياس في محافظة القطيف، فجر انتحاري نفسه، وتم العثور آنذاك على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص. وفشل التفجير الثالث الذي استهدف القنصلية الأميركية في محافظة جدة في تحقيق أهدافه، ليقظة رجال الأمن، إذ قتل الإرهابي الذي فجر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه وأصيب اثنان من الأمن الديبلوماسي بإصابات نقلا إثرها إلى المستشفى. وأحبطت قوات حرس الحدود في مدينة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، تسلل أربعة أشخاص ينتمون إلى تنظيم «داعش»، إثر هجوم استهدف مركز سويف الحدودي مع العراق، كانون الثاني (يناير) العام 2015، أسفر عن استشهاد ثلاثة رجال أمن من منسوبي «حرس الحدود»، ومقتل المتسللين الأربعة، قضى اثنان منهم بتفجير نفسيهما بحزامين ناسفين. وفي حادثة تسلل مشابهة على منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن، في تموز (يوليو) العام 2014، استشهد أربعة من رجال الأمن، فيما قتل ثلاثة من أصل ستة إرهابيين وألقي القبض على الرابع بعد إصابته. وتمكن اثنان من الهرب إلى محافظة شرورة، والتحصن في الأدوار العليا من مبنى تابع إلى جهاز المباحث الأمنية في المحافظة، وبعد يوم من محاصرتهما عمد الجانيان إلى تفجير حزامين ناسفين كانا يرتدينهما.