يحكي عدي جمال المجمعي بعض تفاصيل قصة حبه التي كانت بلسماً لجراحاته الكثيرة التي أصابته في مرحلة العنف، التي لم يسلم منها منزل أو عائلة في معظم مناطق محافظة ديالى العراقية. المجمعي يسرد بعض فصول قصة حبه لفتاة كانت زميلة له في الجامعة أراد أن تكون شريكة حياته ويبني معها عائلة سعيدة تعيش بسلام وأمان، لكن رياح الطائفية جاءت سريعاً لتخيّم على العقول والأفكار ويصبح القتل على الهوية ديدن الكثيرين من الضعفاء في المنطق والتفكير لتزهق أرواح الأبرياء من دون وجه حق. كان المجمعي يسكن قرية زراعية تقع إلى جنوب مدينة بعقوبة حيث بدأت تبرز فيها ملامح التطرف الطائفي بشكل خطير، وانخرط في دوامة العنف الكثير ممن يعرفهم، فكان الأمر عاصفة كبيرة لا يمكن الوقوف أمامها، حتى إنه أدرك أنه أول من سيحترق بدوامة العاصفة لأن من أحبها وخطبها من أهلها تنتمي إلى مذهب آخر وبدأت حينذاك تتصاعد الأصوات الرافضة لحدوث الزواج؛ حتى وصل الأمر إلى أن تأتيه رسالة تهديد من تنظيم القاعدة تشير فيها إلى معاقبته إذا تزوّج من فتاة تنتمي لمذهب آخر. كانت الأصوات جميعها تطالبه ألا يفكر بمن أحبها لأن ذلك يعني نهاية مأساوية له على يد المتطرفين، ولاحظوا هنا أن المتطرفين «فاضين» وقت كما هم «فاضين» من العقل. يكمل المجمعي: «رغم الضغوط الكبيرة التي فرضت علينا من قبل الجماعات المسلحة المتطرفة هنا وهناك ومشاهد الدمار في كل مكان، لكن بقي قلبي ينبض بالحب لتلك الفتاة، وشعرت أننا سوف نلتقي من جديد، وفعلاً بعد عامين تقريباً جمعتنا الأحداث ثانية، كنا نحن الاثنان مصابين بجروح كثيرة، لكننا تحملنا واقعنا المرير وصمدنا وأخيراً تزوجنا وبدأنا نبني مستقبلنا القادم». ويختم في مدونته «أنا الآن أدوّن ما مررت به من تجربة قاسية اعتبرها كانت اختباراً حقيقياً وقاسياً لنا، وأخيراً أدركنا أننا العراقيين لا يمكننا أن يعيش أحدنا بعيداً عن الآخر، فهكذا هو العراق منذ قديم الزمان مؤلف من القوميات والمذاهب المختلفة التي تشكّل شدة ورد جميلة غنّاء تسر الناظرين إليها وتغيظ الحساد». حسناً يا ابن العراق، هاهو القلب العربي الكبير المحب عبدالله بن عبدالعزيز يمد يديه من بين أشواك الدمار والخلاف والفرقة، ليقدم للعالم من جديد شدة الورد الجميلة الغنّاء – على حد تعبيرك - لأنه يعرف أن زهورها الضاربة جذورها في الوجدان والضمير مازالت تضوع بحب وطنها وناسها، ومازالت روائحها الزكية تقاوم روائح كريهة بثتها الفرقة والطائفية والأيدي الخفية التي لم يُدْمِها الشوك الذي أدماكم وأدمى قلوبنا وعلى رأسها قلب قائدنا، ولأنها ورود نمت بمياه الفراتين، واستظلت سماء وطن واحد فستبقى مشدودة إذا شد كل طرف على يد الآخر، واستجاب لنداء مخلص نقي لا يبغي سوى الخير لجيرانه وإخوانه وأصدقائه الذين ينظر إليهم بعين سعودية حانية على أنهم شعب عراقي واحد. [email protected]