أفاد بيان رئاسي سوري أن الرئيس بشار الأسد بحث مع رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيا تشينغ لين في «علاقات الصداقة المميزة» بين دمشق وبكين و«الرغبة المشتركة» في توطيد العلاقات، وأن وجهات النظر كانت «متوافقة على أهمية قيام نظام دولي متعدد الأقطاب أكثر عدالة وتوازناً». وكان الأسد استقبل تشينغ لي بحضور نائب رئيس «الجبهة الوطنية التقدمية» سليمان قداح، والأمين العام ل «حزب الاتحاد الاشتراكي العربي»، رئيس بعثة الشرف صفوان القدصي، والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأوضح البيان أن اللقاء تناول «علاقات الصداقة المتميزة التي تجمع بين سورية والصين والرغبة المشتركة لدى الجانبين في توطيدها وتوسيع آفاقها في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، خصوصاً أن هذه العلاقات تملك رصيداً تاريخياً طويلاً من التعاون المثمر في العديد من الميادين». واستعرض الجانبان الاتفاقات التي جرى توقيعها خلال زيارة تشينغ لين لسورية و«إمكان قيام المعنيين في البلدين بوضع أسس لاتفاقات جديدة تصب في خدمة الشعبين والبلدين الصديقين»، إضافة الى بحث الأوضاع في الشرق الأوسط وآفاق السلام في المنطقة وموقف البلدين حيالها. وأوضح البيان أن الأسد «نوه بالمواقف الإيجابية والدعم المستمر الذي تبديه الصين تجاه القضايا العربية العادلة»، وأن تشينغ لين «أعرب عن تقدير بلاده للدور البناء الذي تقوم به سورية لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة، مجدداً دعم الصين الثابت لحق سورية في استعادة كامل الجولان المحتل». وإذ استعرض الأسد وتشينغ لين أهم التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، كانت وجهات النظر «متوافقة على أهمية قيام نظام دولي متعدد الأقطاب يكون أكثر عدالة وتوازناً ويحقق الأمن والاستقرار في العالم». وكان المسؤول الصيني رفيع المستوى وصل الى دمشق الجمعة ضمن جولة تشمل أيضاً عمان وبولندا وكازاخستان، وذلك بعد الزيارة التاريخية التي قام بها الأسد لبكين منتصف عام 2004. وعقدت صباح أمس جلسة محادثات بين وفد «المجلس الوطني» الصيني والقيادة المركزية ل «الجبهة الوطنية». وأفادت مصادر رسمية أن قداح «نوه بالعلاقات التاريخية المتجددة والمتطورة بين البلدين الصديقين وبالعلاقة الوثيقة بين المجلس والجبهة، ثم تم استعراض أهم تطورات الأوضاع في المنطقة ومواقف سورية المبدئية من القضايا المختلفة، إذ أعرب قداح عن تقدير سورية لمواقف الصين الداعمة للقضايا العربية، وفي مقدمها عودة الجولان السوري المحتل». وأشارت الى أن المسؤول الصيني «أكد عمق الروابط وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين والتي زادت خصوصاً بعد زيارة الرئيس الأسد للصين عام 2004. وتوجه بالشكر إلى سورية لمواقفها الداعمة لوحدة الأراضي الصينية وقضاياها العادلة». كما التقى تشينغ لين كلاً من رئيس مجلس الشعب (البرلمان) محمود الأبرش ورئيس الحكومة محمد ناجي عطري، وجرى بحث «علاقات التعاون والصداقة التاريخية بين البلدين وأهمية تطويرها وتوسيع آفاقها وضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بينهما إلى مستوى العلاقة السياسية المميزة بين البلدين». كما استعرض عطري مع المسؤول الصيني «سبل وآليات تعزيز التعاون الثنائي المشترك بين سورية والصين في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والسياحة، إضافة إلى التعاون في قطاعات الطاقة والنفط والغاز والزراعة والري والبنى التحتية والشراكات الاستثمارية والفنية والتكنولوجية». وجرى في حضور عطري وتشينغ لين توقيع خمسة اتفاقات ومذكرات تعاون وبرنامج تنفيذي للتعاون في المجالات الاقتصادية والثقافية والتنموية. وتتعلق الاتفاقات بالتعاون الاقتصادي والفني، وتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل، والتعاون بين مصرف سورية المركزي وبنك التنمية الصيني، وتمويل مشروع الصرف الصحي غرب سورية، إضافة الى برنامج تنفيذي لاتفاق التعاون الثقافي في السنوات الثلاث المقبلة. وكان تشينغ لين قال لدى زيارته مصنع إسمنت البادية الذي بنته شركة سينوما الصينية وسط البلاد، إن سورية شريك التعاون الاقتصادي والتجاري المهم في هذه المنطقة. وكانت سورية والصين أقامتا علاقات ديبلوماسية بينهما عام 1956. ووقعت «الجبهة الوطنية» و«المجلس الوطني الاستشاري» الصيني الذي يضم الأحزاب السياسية والنقابات بقيادة حزب الشعب الصيني، «اتفاق صداقة» عام 1990، وجرى تجديدها عام 1998.