طالب الرئيس الغامبي أداما بارو الذي لا يزال في دكار، بطلب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (ايكواس)، على رغم مغادرة الرئيس المتنحي يحيى جامع الى غينيا الاستوائية، بمواصلة العملية العسكرية التي شنتها قوات دول غرب أفريقيا في بلاده الخميس الماضي، من أجل توفير الشروط الأمنية لعودته. وقال مستشاره ماي فاتي: «يريد بارو العودة في أقرب وقت، لكنه يعتبر أن الأمن في غامبيا لا يزال هشاً». وأضاف: «ننتظر بياناً علنياً من رؤساء أجهزة الأمن في شأن التزامهم الولاء للجمهورية والدستور، ورئيس الدولة»، في إشارة الى الجيش والشرطة ووكالة الاستخبارات الوطنية. إلى ذلك، اتهم المستشار الرئيس السابق بإفراغ خزائن الدولة قبل رحيله، وقال: «فيما يستعد بارو لتولي الحكم تمر غامبيا بمحنة مالية، فالخزائن شبه فارغة بعدما سحب جامع خلال أسبوعين نحو 10.7 مليون يورو». وفي حديثه لمحطة «آر إف إم» الإذاعية السنغالية، نفى بارو منح جامع حصانة من الملاحقة القضائية في مقابل رحيله. وتابع: «أراد البقاء في غامبيا، فأبلغناه أننا لا نستطيع ضمان سلامته، ويجب أن يرحل». واعتبر أن تعهد منظمات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومجموعة «ايكواس»، في وثيقة مشتركة نشرتها، حماية حقوق جامع «كمواطن وزعيم حزب ورئيس سابق للبلاد» عبر حفظ ححقه في العودة ومنع مصادرة ممتلكات تخصه أو تلك لحلفائه، «لا تشكل اتفاقاً ملزماً، خصوصاً أن مراجع تكشف نهبه موارد البلاد». وتتهم جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان جامع بسجن وتعذيب وقتل معارضيه السياسيين وامتلاك ثروة ضخمة تشمل سيارات فارهة وعقاراً في الولاياتالمتحدة، في حين يعاني معظم شعبه من الفقر. وأول من أمس، دخل جنود من قوات غرب أفريقيا العاصمة الغامبية بانجول وسط ترحيب السكان. وأفاد شهود بأن قافلة تضم نحو 15 مركبة بينها آليات مدرعة مثبت عليها رشاشات ثقيلة وشاحنات صغيرة تقل جنوداً مرّت في أحد شوارع بانجول. واصطف بعض السكان على الطريق ورحبوا بالجنود قائلين: «شكراً لكم». ثم دخل الجنود المجمع الرئاسي. ولاحقاً قال مارسيل دي سوزا، رئيس «إيكواس»: «نبحث عن مخازن الأسلحة ونتعقب المرتزقة لإعادة الهدوء».