كانت مفاجأة صاعقة تلك التي خرج بها النجم الإنكليزي وين روني، عندما أعلن أنه سيرحل عن مانشستر يونايتد، لكن كون الحادثة بدت مريبة فإن مدربه الاسكتلندي أليكس فيرغسون كان أبرز الفائزين بفضل حنكته وخبرته، إذ أجبرت هذه الخدعة مالكي النادي عائلة غليزر على الخنوع لطلبات النجم الأول وإثبات نيتهم على الاستثمار في النادي. هكذا تحكم فيرغسون بكل الخيوط، فهو يدرك أن يديه مكبلتان في سوق الانتقالات، حتى إنه عجز عن الاحتفاظ بأبرز نجومه في العامين الأخيرين، خصوصاً بعد رحيل نجمه الأول كريستيانو رونالدو إلى ريال مدريد، وعدم قدرته على إبقاء الأرجنتيني كارلوس تيفيز، الذي كلما تألق مع الجار مانشستر سيتي، زادت حسرة أنصار «الشياطين الحمر»، وعلى رأسهم فيرغسون نفسه، فتوجب تصرف جذري لإيقاف الترهل والغوص أكثر في وحْل الديون، فمداخيل النادي عالية جداً، لكن أهداف المالكين الأميركان ليست كروية أو تهدف إلى تحقيق نجاحات للنادي، وإنما ربحية استثمارية تسعى إلى الثراء من خيرات النادي، فجاءت الفكرة الجهنمية، التي أرضت الجميع في النهاية... اتفاق بين فيرغسون وروني والمدير التنفيذي ديفيد غيل ووكيل أعمال روني بول ستريتفورد. عندما أعلن فيرغسون أن روني مصاب ولا يمكن أن ينضم إلى المنتخب، رد روني بتكذيب مدربه، حتى إنه لعب في المباراة ضد مونتينغرو في تصفيات أمم أوروبا، ليتولد الانطباع أن الاثنين على خلاف، قبل أن يخرج فيرغسون بعدها بأيام في مؤتمر صحفي يبدي فيه امتعاضه من رفض روني تمديد عقده، وأن رحيله بات وشيكاً، وهو ما أكده روني نفسه، ما أجبر عائلة غليزر على تدارك الأمر بسرعة، خصوصاً بترحيب روني بفكرة اللعب للجار مان سيتي، وهو ما قاد إلى غضب عارم عليه، كان سيتحول ضد المالكين، وفجأة خنعت العائلة الأميركية للأمر الواقع، فتحطم سقف الرواتب، وحصل روني على 250 ألف جنيه أسبوعياً، وهو الأجر الأعلى في تاريخ الكرة الإنكليزية وربما العالمية، وفجأة عاد اسم اليونايتد يرتبط بأكبر نجوم العالم، بعدما كشف عن تخصيص نحو 100 مليون جنيه لصرفها على نجوم جدد، كنوع من التطمين لنجوم الفريق، وعلى رأسهم روني، بأن طموح النادي يساير طموحهم، وهكذا حصل فيرغسون على مراده من التسهيلات المادية، وهكذا حصل روني على الراتب الكبير، والأهم أنه حول تركيز الإعلام من فضائحه الأخلاقية إلى مستقبله الكروي، وهكذا بات الجميع رابحاً بفضل الداهية فيرغسون.