أكد مسؤول في وزارة التعليم أنه لم يصدر من الوزارة أي تنظيم في شأن سلم ودرجات المعلمين، كما أنه لم تصدر هيكلة للرواتب، وتناقل معلمون وموظفون تابعون لوزارة التعليم أمس، إشاعة عن إعادة هيكلة سلم الرواتب، وما تضمنته من خفض لها. وأكد المسؤول (فضل عدم ذكر اسمه) ل«الحياة» أن المعلمين والمعلمات سيكونون كما هم عليه في رواتبهم السابقة، وليس ثمة خفض كما تم تداوله في مواقع للتواصل الاجتماعي. وبيّن أن الكادر التعليمي في المدارس «متميزون في جهودهم ومثابرتهم، ولهم تأثير كبير في تدريس الطلاب والطالبات وتفوقهم العلمي، وخفض رواتبهم سيكون بعد تقاعدهم من العمل الميداني». وعلمت «الحياة» بأن ثمة مناصب وقيادات تعليمية يتولاها معلمون من الميدان على كادر التدريس، ولو صدقت الإشاعات، بحسب المسؤول، لكان أول من يهرب من تلك المناصب هؤلاء القياديين في تلك الإدارات التعليمية، إذ إن المعلمين والمعلمات سيستمرون على وضعهم الحالي من دون أي تغيرات جديدة أو خفض لرواتبهم الشهرية، بحكم العمل الميداني المستمر، على رغم تزايد أعداد طالبي التقاعد من المعلمين والمعلمات والموظفين التابعين للوزارة خلال الفترة الماضية، ولا سيما أن طلبات التقاعد مستمرة حتى الآن بسبب الخوف من خفض تلك الرواتب. وأوضح أن نسبة المتقاعدين فاقت 20 ألف معلم ومعلمة في جميع إدارات التعليم بمناطق ومحافظات المملكة للعام الحالي، وأن الوزارة «حائرة» في حل معضلة النقص الحاصلة في مدارس التعليم العام، ما سبب ربكة شديدة في العملية التعليمية، واضطرت بعض إدارات التعليم في المناطق والمحافظات إلى تكليف بعض المعلمين والمعلمات للعمل في مدارس أخرى، من أجل سد العجز الحاصل للعام الدراسي الحالي. وقال إن هذا العجز يقف حاجزاً أمام المسؤولين والقياديين في وزارة التعليم بسبب تزايد المتقاعدين، ولم يكن أمامهم خيار إلا الاستغناء عن شرط «قياس» أو الاستعانة بمعلمين من خارج المملكة، على غرار ما كان معمولاً به في السابق، خوفاً من تدهور العملية التعليمية وتسببها في ظاهرة «العجز»، الذي تعاني منه مدارس عدة، كما زاد عبء الوزارة في نقص المعلمين، بسبب تكليفات بعض المعلمين والمعلمات في جهاز الوزارة، وسحبهم من الميدان إلى العمل المكتبي. وزاد: «بعض إدارات التعليم عمدت إلى تكليفات داخلية لبعض المعلمين والمعلمات التابعين لها بالعمل المكتبي داخل إدارات التعليم، ما سبب نقصاً في العمل الميداني، وإرهاق المدارس لعدم إيجاد البدلاء، وكذلك لعدم القيام بتعيينات جديدة في العام الحالي». وكان المتحدث باسم وزارة التعليم مبارك العصيمي، أعلن أخيراً، أن عدد المتقدمين على التقاعد المبكر على مستوى إدارات التعليم في مناطق ومحافظات المملكة بلغ نحو 19 ألف معلم ومعلمة. وأكد أن عدد المتقدمين على التقاعد هذا العام لا يختلف كثيراً عن عددهم في الأعوام السابقة، وأن الوزارة اتخذت الاحتياطات كافة، لمعالجة تبعات التقاعد على الحاجة إلى المعلمين.