يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الأحد) جولة افريقية تشمل تنزانياوموزمبيق ومدغشقر لبحث أنشطة مؤسسات رجل الدين المعارض المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله غولن في تلك الدول من جهة، وتعزيز الاستثمارات المتبادلة من جهة أخرى. وقال اردوغان خلال مؤتمر صحافي في مطار اسطنبول: «سنناقش أنشطة (فيتو) في أفريقيا وكيفية التصدي لها» و«فيتو» مصطلح مستخدم في تركيا يدل على شبكة واسعة من المدارس والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية وخصوصاً في البلدان الأفريقية يديرها أنصار غولن المتهم الأول بتدبير انقلاب تموز الفاشل. وبعد الانقلاب الفاشل، بدأت الحكومة التركية حملة تطهير اثار اتساعها قلق الاتحاد الاوروبي ومنظمات غير حكومية، وزجت في السجن اكثر من 43 الف شخص، منهم مدرسون وعناصر شرطة وقضاة. ويكثف المسؤولون الاتراك مبادراتهم على الصعيد الديبلوماسي، مطالبين بغلق مدارس غولن ومؤسساته في الخارج خصوصاً في دول البلقان، وآسيا الوسطى وافريقيا. من جهة اخرى، تطالب انقرةالولاياتالمتحدة بتسليم غولن، وقال رئيس الوزراء بن علي يلدرم انه يأمل بأن يقوم الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب بخطوات «لتسريع العملية القضائية». اقتصادياً، يسعى أردوغان إلى بحث عدد من المشاريع الاقتصادية مع تلك الدول، وبحسب إحصاءات رسمية فإن حجم الصادرات التركية إلى القارة الافريقية خلال الفترة ما بين 2011 و 2015 تجاوز ال 64 بليون دولار، فيما بلغ حجم التجارة الخارجية 93.8 بليون دولار. وبلغ حجم الصادرات التركية إلى الدول الأفريقية بين كانون الثاني (يناير) وتشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2016 حوالى 10.4 بليون دولار، فيما بلغ حكم التجارة الخارجية 15.2 بليون دولار. وتُشكّل القارة الافريقية أهمية كبيرة بالنسبة للمقاولين الأتراك الذي ساهموا في إنشاء أكثر من 1200 مشروع في دول مختلفة منذ العام 1972، وخصوصاً ليبيا والجزائر والمغرب وإثيوبيا والنيجر والسودان والكاميرون. وتعد تركيا ثالث دولة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للقارة بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا، بحجم مساعدات تجاوز ال 800 مليون دولار منذ العام 2012. بدوره أشار رئيس مجلس الأعمال التركي - التنزاني في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، آيتاج دينجر إلى «أهمية تنزانيا بالنسبة لعالم الأعمال في تركيا كونها تتصدر دول افريقيا جنوب الصحراء من حيث جودة الأداء الاقتصادي». وقال دينغر إن تنزانيا، التي تشكل المحطة الأولى من جولة أردوغان، حققت خلال العشرة أعوام الأخيرة نموا بنسبة ستة في المئة، بدعم من قطاعات الإنشاء والمعادن والخدمات، فضلاً عن مكانتها المهمة عضواً في الاتحاد الجمركي شرق أفريقيا. بدوره أشار رئيس مجلس الأعمال التركي - المدغشقري كير أوغلو إلى وجود العديد من الاستثمارات الفرنسية والكندية والصينية في مدغشقر، مبينًا أن الأخيرة تعد «تحتاج بنية تحتية واستثمارات كبيرة جدًا». أمّا رئيس مجلس الأعمال التركي - الموزمبيقي في مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية، إرهان بارود أوغلو، فقال إن بإمكان موزمبيق أن تتصدّر الدول المصدرة للغاز المسال عقب استخراج كميات كبيرة من الغاز الطبيعي الموجود في مياهها الإقليمية.