يبدو أن القنوات الشعبية تعيش أيامها الأخيرة في الفضاء، نتيجة لما تقدمه من مواد إعلامية لا تليق بوجودها بين الكم الهائل من المحطات التلفزيونية. والمتابع لتلك القنوات التي وعد مسؤولوها بتقديم برامج تليق بمكانة الشعر، يجدها تحوّلت إلى محطات «مهايط» وبرامج مكررة، ومذيعين تنقصهم الكفاءة الإعلامية التي تؤهلهم إلى إدارة الحوار مع ضيوفهم. لفت انتباهي قبل أيام عدة برنامج عبارة عن سهرة مع نجوم على إحدى القنوات الشعبية، كون الضيوف لا ينتمون إلى الوسط الشعبي وإنما ممثلون سعوديون، وأراد أحدهم أن يشكر القناة الضيفة، إلا أنه عجز عن نطق اسم القناة، لأنه لم يعتد على مشاهدتها أو معرفتها قبل اللقاء. القنوات الشعبية أصبحت تهتم في الفترة الأخيرة بعرض حفلات الزواج ومزايين الإبل، فهم «يعتاشون» على جلب الممثلين في شهر رمضان، لكنها تبقى سرطاناً يزاحم الفضائيات التي تصرف على برامجها ملايين الريالات، وليست مواد تجهز ب«حب الخشوم». هل سنرى في الأيام المقبلة أنظمة وقوانين من وزارة الثقافة والإعلام تمنع ظهور حفلات الأعراس ومزايين الإبل من الفضاء، حتى نستمتع بفضاء خال من الشوائب؟ [email protected]