حشد مؤيّدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعارضوه أنصارهم في واشنطنونيويورك ومدن أخرى في الولاياتالمتحدة والعالم، خلال ساعات رافقت تنصيبه أمس. ورفع مناهضو البليونير النيويوركي لافتات كُتب عليها «لتقرع الحرية»، و«فلسطين حرة»، وتعهدوا «الكفاح» ضد خلف الرئيس باراك أوباما. في العاصمة، اشتبك ناشطون ليبراليون مع الشرطة لدى محاولتهم منع مؤيدي ترامب من الوصول إلى مكان الاحتفال بتنصيبه. وأشر منظّم الاحتجاج آلي مكراكين، إلى استياءات من تصريحات لترامب عن النساء والمهاجرين غير الشرعيين والمسلمين، وزاد: «هناك كثيرون من خلفيات مختلفة يناهضون الإمبريالية الأميركية، ونشعر بأن ترامب سيواصل هذا الإرث». ورُفعت خلال الاحتجاجات في العاصمة، لافتات كُتب عليها «لتقرع الحرية» و «فلسطين حرة». ونظم ائتلاف «أنسر»، وهو تحالف ليبرالي مناهض لترامب، تظاهرة شارك فيها آلاف عند نصب البحرية الأميركية. وقال بن بيكر، وهو أحد منظمي التجمّع: «إنه اليوم الأول من حقبة أوسع من المقاومة، ونعتقد أننا سنوجّه رسالة قوية لترامب والحكومة. جدول الأعمال المتعلق بترامب شامل جداً، إذ يتضمّن هجوماً على حقوق المسلمين والمهاجرين والنساء والعمال. في المقابل، وضع أنصار لترامب قبعات بيسبول كُتب عليها «اجعلوا أميركا عظيمة مجدداً»، وهو شعار حملة الرئيس الجمهوري. وأعرب جاكسون راوس، وهو طالب عمره 18 سنة تغيّب عن المدرسة لحضور التنصيب مع والده، عن قلقه من مقاطعة عشرات من الأعضاء الديموقراطيين في الكونغرس لمراسم التنصيب، قائلاً: «انتُخب (ترامب) بنزاهة والانتخابات كانت نزيهة. أحبّ ترامب وأتوقّع تغييرات وأن ينفّذ كل ما قال إنه سيفعله». في نيويورك، شارك آلافٌ في تجمّع عند فندق «ترامب إنترناشونال أوتيل آند تاور»، ثم ساروا إلى مسافة قريبة جداً من برج «ترامب تاور» حيث يقيم قطب العقارات، عشية تنصيبه. وضمّ التجمّع ساسة وناشطين ومشاهير، بينهم رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو والممثلين أليك بولدوين وروبرت دي نيرو وسالي فيلد، والمغنية شير والمخرج مايكل مور. وقال دي بلازيو إن احتفال التنصيب «ليس النهاية بل البداية، سنكافح معاً»، مضيفاً: «قد يتحكّم دونالد ترامب في واشنطن، لكننا نتحكم في مصائرنا بوصفنا أميركيين. لا نخاف من المستقبل، بل نرى أنه وضّاء لو أمكن سماع أصوات الناس. يحلو لترامب القول إنه بنى حركة: الآن علينا نحن أن نبني حركة ونبدأ في كل البلاد». وخاطب روبرت دي نيرو الحشد قائلاً: «مهما حصل سنبقى نحن الأميركيين، نحن النيويوركيين نحن الوطنيين، موحدين دفاعاً عن حقوقنا وحقوق مواطنينا». وسأل أليك بالدوين بسخريته المعهودة: «هل سنقاوم لمئة يوم؟ هذا أمر رائع»، علماً أنه بات في غضون أسابيع أشهَر مقلّد للرئيس الجديد، في برنامح «ساترداي نايت لايف» التلفزيوني الشهير، ما سبّب تلقيه تغريدات غاضبة من ترامب. أما مايكل مور، فاعتبر أن ترامب «لا يملك تفويضاً»، وزاد: «نحن الأكثرية، لا تتخلّوا عن كفاحكم، أنا لن أفعل. (ترامب) لن يستمر أربع سنوات» (هي مدة ولايته). ورُفعت لافتات تُحذر من أخطار مفترضة لإدارة ترامب، إذ كُتب على واحدة منها «قاوموا!»، وعلى أخرى «ناضلوا يومياً ضد ترامب»، و«العدالة والحقوق المدنية للجميع» و«الحب يتغلّب على الكراهية». وقالت كارول باي، وهي معالجة نفسية: «نحن هنا لأننا نشعر بأننا سنخسر المكتسبات التي حققناها في السنوات الخمسين الأخيرة، من حقوق مدنية وحرية التعبير والعناية الصحية وحقوق المرأة وحقوق المثليين جنسياً ومسائل أخرى». واعتبر المصمم باتريك مافروس، إن التظاهرة «ترمز إلى أن الناس لن يبقوا مكتوفي الأيدي ليتركوا (الجمهوريين) يفعلون ما يشاؤون. سنراقب ونضعهم أمام مسؤولياتهم. نواجه إدارة ترامب والقيم التي تمثلها إدارته». ورأى سام أبرامز، وهو أستاذ في «ساره لورانس كوليدج» في نيويورك، إن المدينة التي صو 80 في المئة من ناخبيها لهيلاري كلينتون، قد تتحوّل واحداً من المراكز الرئيسة المعارضة لترامب. ونظم محتجون تظاهرات ضد الرئيس الأميركي الجديد في لندنوبرلينوطوكيو ومانيلا ومدن أخرى، واحتشد محتجون عند النصب التذكاري لجدار برلين، وفي وسط طوكيو، وأمام السفارة الأميركية في مانيلا، حيث هتف المشاركون «ارموا ترامب». وفي لندن، تدلّت من جسر البرج الشهير لافتة كُتب عليها «ابنِ الجسور لا الجدران»، في إشارة إلى تعهد ترامب تشييد جدار على الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك. وقالت نونا هوركمانز من منظمة «جسور لا جدران»، و«لن ندع سياسة الكراهية التي يروّج لها أمثال دونالد ترامب تترسّخ». كما رفع محتجون رسائل وردية كُتب عليها «تحرّك الآن»، ولافتات كُتب عليها «المهاجرون مُرحَب بهم هنا» و «الهجرة أقدم من اللغة»، فوق جسر وستمنستر قرب مقرّ مجلس العموم (البرلمان) البريطاني.