واشنطن، إسلام آباد – أ ف ب، رويترز، يو بي آي – أعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري اتفقا في اتصال هاتفي على ضرورة بذل مزيد من الجهود للتصدي ل «الارهابيين» في باكستان ب «اعتبارهم يشكلون خطراً مباشراً على بلدينا». وأشار المكتب الرئاسي الى ان اوباما شدد على التزام الولاياتالمتحدة وتأييدها للديموقراطية والشفافية في باكستان، وحض زرداري على تبني اصلاحات اقتصادية، خصوصاً لاصلاح النظام الضريبي»، علماً ان باكستان التي تعتمد بشدة على المعونات الاجنبية تعاني من تهرب ضريبي مزمن. وكانت واشنطن تعهدت في ختام «الحوار الاستراتيجي» مع إسلام آباد في واشنطن الجمعة الماضي تقديم مساعدة عسكرية لباكستان بقيمة بليوني دولار حتى عام 2016 تضاف الى 7.5 بليون دولار كانت أقرّت سابقاً، فيما اعلن اوباما لاحقاً انه سيزور باكستان في 2011 وسيستقبل زرداري في واشنطن. وتسعى واشنطن الى طمأنة إسلام آباد المتخوفة من خطة انسحاب القوات الاميركية من افغانستان المجاورة خلال صيف 2011، والتي ستفقد الاخيرة الدعم الاميركي في مكافحة حركة التمرد الاسلامية، كما حصل حين تخلت الولاياتالمتحدة عن باكستان بعد الانسحاب السوفياتي من افغانستان في نهاية الثمانينيات من القرن العشرين. ويرى خبراء ان إسلام آباد تجامل بعض حركات التمرد وترفض مهاجمتهم خصوصاً في اقليم شمال وزيرستان القبلي، بأمل الحفاظ على نفوذها في افغانستان بعد رحيل القوات الاميركية، خصوصاً في مواجهة نفوذ عدوها اللدود الهند في هذا البلد. ويزور اوباما الهند مطلع الشهر المقبل، في اطار جولة آسيوية تستمر 10 أيام تشمل ايضاً اندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان. ميدانياً، قتل ثلاثة متمردين على الاقل بصاروخين اطلقتهما طائرة اميركية من دون طيار على سيارة نقلت متمردين مفترضين في منطقة دتا هيل باقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، ثم قتل خمسة متمردين آخرين في غارة أميركية استهدفت منزلاً في منطقة سبين وام بالاقليم ذاته. وسقط رجل أمن واثنان من المارة على الأقل وجرح 6 آخرون لدى القاء مسلحين مجهولين قنبلة يدوية قرب آلية تابعة لقوات الأمن في مدينة كويتا، عاصمة إقليم بالوشستان (جنوب غرب). على صعيد آخر، اتهم تحقيق باكستاني حركة «طالبان» بالوقوف خلف جريمة اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو في 26 كانون الأول (ديسمبر) 2007، بانفجار وإطلاق رصاص. وستسلم الوكالة تقريرها إلى محكمة مكافحة الإرهاب في 30 تشرين الأول (أكتوبر)، والذي يتحدث عن مقتل 3 اشخاص فارين مرتبطين بعملية الاغتيال في عمليات عسكرية في المنطقة القبلية، واعتقال 5 عناصر من «طالبان». كما يتهم التحقيق زعيم الحركة الراحل بيت الله محسود بالتخطيط لاغتيال بوتو. الى ذلك، تقدمت الحكومة الباكستانية بطلب استئناف حكم اصدرته محكمة روالبندي في 25 ايلول (سبتمبر) الماضي وقضى بتبرئة، بحجة عدم توافر الادلة، قاري الياس وشمس الحق وراو شوكت المشبوهين في تورطهم بالاعتداء على السفارة الدنماركية في إسلام آباد عام 2008، والذي اسفر عن مقتل ستة من موظفيها احدهم دنماركي، وجرح 27 آخرين. وتبنى تنظيم «القاعدة» الهجوم حينها، رداً على اعادة نشر صحيفة دنماركية رسماً كاريكاتورياً اساء للإسلام في شباط (فبراير). وطلبت النيابة العامة من القضاء اعادة النظر في «الادلة» التي قدمها المحققون، والتي اعتبرها كافية لاصدار حكم على المتهمين الثلاثة. من جهة اخرى، قتل 5 اشخاص في غارة جوية أميركية ثانية امس على منطقة شمال وزيرستان بشمال غرب باكستان، ليرتفع عدد قتلى الغارتين اليوم على المنطقة إلى 8 على الأقل. ونقلت قناة «آري» الباكستانية عن مسؤولين امنيين أن طائرة أميركية من دون طيار استهدفت صباحاً بصاروخ منزلاً في منطقة سبين وام بشمال وزيرستان مودية بحياة 5 أشخاص. وقال المسؤولون إن غارة أخرى استهدفت بعد الظهر بصاروخ سيارة في منطقة داتا خل مودية بحياة 3 يشتبه بأنهم مسلحون. وكانت وسائل إعلام باكستانية أفادت في وقت سابق أن الغارة على داتا خل أدت إلى مقتل 4 يشبه بأنهم مسلحون. وتثير الغارات الجوية الأميركية جدلاً واسعاً في باكستان وسط امتعاض شعبي من هذه الهجمات التي تستهدف فيها القوات الأميركية قيادات في تنظيم «القاعدة» وحركة «طالبان» يتخذون من المناطق القبلية بشمال غرب باكستان ملجأً لهم فيما يقول الأهالي إن مدنيين يقعون ضحيتها أيضاً.