كشف مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل محمد عمر أربعين رفع جاهزية مديريته إلى أقصى درجات الاستعداد لدرء أي خطر يحدث في حج هذا العام الذي يأتي متزامناً مع موسم هطول الأمطار في المملكة خصوصاً المنطقة الغربية، إذ تتابع بشكل مستمر مع مصلحة الأرصاد وحماية البيئة التقارير والتوقعات الجوية كافة. وأوضح العميد أربعين ل«الحياة» أن الاستعدادات تشمل رصداً دقيقاً للمواقع المعرضة للسيول في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة من خلال مسح «جيولوجي» يتم بشكل دوري ويجري تحديدها على خرائط من أجل تسهيل طريقة التعامل معها، مؤكداً أن الإدارة تقف على الإحداثات والتغييرات التي تحدث في مناطق جريان السيول التي يطلق عليها أودية، ويتم عمل رصد ومسح لها. وقال: «هناك توجيه مباشر للجهات المختصة لتنظيف مجاري السيول وقنوات العبارات والتصريف إضافة إلى شبكات الأمطار، وذلك في إطار استعدادات ما قبل الحدث». وأبان أن مراكز الدفاع المدني تتضاعف في موسم الحج من 30 مركزاً إلى 65 مركزاً إضافة إلى الدوريات المتحركة، مبيناً أن الإدارة تتوقع هطول أمطار على مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة أثناء أداء ضيوف الرحمن مناسك الحج بحسب الإحصاءات وبحسب المعلومات. ولفت إلى وجود خطة طوارئ مسبقة معتمدة من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل حددت فيها المخاطر بأنواعها كافة من ضمنها الأمطار والسيول في جميع مناطق تجمع الحجاج، كما حدد دور ومهمات جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة بالدفاع المدني، إضافة إلى خطة تفصيلية تحدد القوى البشرية والمعدات الواجب مشاركتها في حال الطوارئ. وفي إطار عمل الخطة، أبان أربعين أن لها جانباً تدريبياً تعبوياً على فرضية السيول والأمطار سينطلق الأسبوع المقبل بناء على توجيه من إمارة المنطقة لتفعيل آليات العمل مع كل الجهات المشاركة حتى نقف على مستوى الاستعداد وآليات التنسيق وقنوات الاتصال بيننا وبين الجهات ذات العلاقة بالدفاع المدني كافة بهدف تقويم العمل بشكل ميداني ومعالجة السلبيات وتفعيل الإيجابيات، مشيراً إلى أن الاجتماعات تتواصل بشكل دوري كان آخرها الأحد الماضي في إمارة منطقة مكةالمكرمة لإقرار الخطة، مؤكداً أن كل الإمكانات التي وفرتها الدولة ستكون جاهزة لمواجهة أي حال طارئة (لا قدر الله) وأنها ستكون في خدمة الحجاج على مدار الساعة. وأكد أربعين أن الدفاع المدني لديها إمكانات كبيرة وأجهزة متطورة لمواجهة السيول والمخاطر التي قد تقع في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، لا فتاً إلى وجود عناصر ومعدات وآليات مساندة من جميع محافظات المملكة، مشيداً بالتعاون القائم بين الدفاع المدني وأمانة العاصمة المقدسة والجهات الأخرى. ونوه مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد جميل أربعين بما تلعبه مشاريع تصريف السيول في مشعر منى من تقليل درجات الخطر في المواقع التي اشتهرت في المواسم السابقة كثيراً بالسيول كمنطقة «الشعيب الغربي» التي كانت من المناطق عالية الخطر وبعض المناطق الشمالية أسفل المرتفعات، فيما تلاشت درجات الخطر في المواقع الجنوبية. وشدد أن المشاريع الجديدة في المشاعر مثل قطار المشاعر ومنشأة الجمرات مشاريع موجهة للتعامل مع الحشود البشرية التي بحاجة إلى خبرة ومهنية عالية، موضحاً أن المملكة وفقها الله في التعامل مع هذه الحشود منذ سنوات، معتبراً قطار المشاعر آلية وتقنية حديثة مستخدم مثلها في معظم أنحاء العالم، لكن العبرة في آلية التنظيم والتشغيل، لذلك جرى التركيز على هذا الجانب من خلال الاجتماعات الدورية التي تتم من خلال وزاراتي الشؤون البلدية والقروية والحج، والدفاع المدني، والأمن العام، من أجل درس هذه الآليات لكيفية تشغيل القطار بالطرق السليمة واتباع المعايير الدولية. يذكر أن موسم الأمطار بدأ حسب التقويم في 16 تشرين الأول (أكتوبر) إذ تقطع الغيوم سماء السعودية من الغرب إلى الشرق عكس فترة الصيف، وتتميز هذه الفترة حتى 10 كانون الأول (ديسمبر) باضطرابات جوية واسعة، وهي فترة تشكل المنخفضات المدارية والعواصف والأعاصير فوق بحر العرب ووسط وغرب المحيط الهندي، وتشتد الرياح وترتفع الأمواج ويصل عدد أيام الموسم 60 يوماً تتميز باعتدال درجات الحرارة التي تتراوح ما بين 25 و 33 درجة مئوية، وشهدت بداية تشرين الأول (أكتوبر) هذا العام أمطاراً مبكرة عمت بعض محافظات وقرى المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية.