يفتتح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس التنفيذي لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مساء اليوم (السبت) فعاليات المؤتمر الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية تحت عنوان «الأمن الفكري ومسؤولية وزارة الأوقاف في تحقيقه»، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأبدى عدد من وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في عدد من الدول العربية شكرهم وتقديرهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين، على استضافتها فعاليات المؤتمر، معتبرين في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أن استضافة المملكة لفعاليات المؤتمر الذي تشارك فيه 62 دولة امتداد لدورها في هذا الشأن، إذ إنها استضافت أربعة مؤتمرات سابقة. وأوضح وزير الأوقاف السوري الدكتور محمد عبدالستار السيد أن وزارة الأوقاف السورية شاركت في جميع المؤتمرات التي دعيت إليها، وكان لها حضورها ونشاطها في إغناء هذه المؤتمرات، من خلال المشاركة في القرارات والتوصيات التي اتخذتها، وكذلك المقترحات التي قدمتها، إضافة إلى المشاركة بلجان الصياغة والتوصيات التي شكلتها تلك المؤتمرات. وتطلع الدكتور السيد إلى مزيد من تعزيز العمل الإسلامي المشترك على مستوى العالمين العربي والإسلامي، خصوصاً أن المؤتمر سيناقش موضوع الأمن الفكري وهو من الموضوعات المهمة في هذه المرحلة الخطرة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية، لاسيما «أننا نتعرض لسهام غزو فكري كثرت أساليبه في مجتمعاتنا الإسلامية، ومن أبرز أغراضه تشويه صورة هذه الأمة ونعتها بالتطرف والإرهاب والتشدد، ومن أغراضه أيضاً حشد الرأي العام العالمي على الإسلام والأمة العربية عموماً». وأشار إلى أن القرارات والتوصيات التي اتخذها الوزراء في مؤتمراتهم السابقة اتخذت بدقة، وعالجت المواضيع التي طرحتها في تلك المؤتمرات، ولاقت اهتماماً وترحيباً من قبل وزارات الأوقاف في عالمنا العربي والإسلامي، وكانت في صالح العمل الإسلامي، بيد أن هناك بطئاً في ترجمة هذه القرارات والتوصيات على أرض الواقع، ولعل أحد أسباب هذا البطء هو «عدم جدية عمل لجان المتابعة التي تنبثق من هذه المؤتمرات، إضافة إلى أن التنسيق بين عدد من وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية محدود جداً، في حين نحن بأمس الحاجة إلى مزيد من التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات». وأهاب وزير الأوقاف السوري في هذا الصدد بجميع وزارات الأوقاف في «عالمنا الإسلامي أن تهتم وتحرص على زيادة التواصل والتنسيق في ما بينها وأن تبذل الجهد اللازم لدعم مسيرة العمل الديني والوقفي وإبراز فضائل الوقف وثوابه وثمراته على أبناء هذه الأمة». ورأى وزير الأوقاف في مصر الدكتور محمود حمدي زقزوق أن المؤتمرات السابقة لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في بلدان العالم الإسلامي أسهمت في تحقيق التواصل بين الوزراء المعنيين، وتبادل الأفكار والخبرات ومناقشة مختلف القضايا التي تهم الأمة الإسلامية، وكل ذلك يصب في مصلحة العمل الإسلامي المشترك. في حين، أكد وزير الإرشاد والأوقاف في السودان الدكتور أزهري التيجاني عوض السيد أن الاجتماعات واللقاءات بين وزراء الأوقاف بادرة مهمة لتوحد الرؤى والأفكار وتلاقح التجارب والمعارف، لدعم مسيرة العمل الإسلامي والوقفي، مشيراً إلى أن الرأي العام في هذه المؤتمرات أنها تتخذ العديد من القرارات والتوصيات، إلا أنها تفتقد الآليات الفعالة للمتابعة والتنفيذ، كما أنها تفتقد إلى تفعيلها داخل المجتمعات، آملاً في الوقت ذاته أن تكون هناك آلية مشتركة لتمويل المشروعات الوقفية وتنزيلها على أرض الواقع، كما أن هناك عدداً من القضايا والمشكلات الوقفية المتعلقة بالأوقاف ونأمل أن يتوحد حيالها الخطاب والرؤية. ولفت إلى الدور التاريخي والمهم للأوقاف في التنمية الاجتماعية في العالم الإسلامي، وما ينتظر أن تحدثه الأوقاف من نهضة في واقع مجتمعات المسلمين، موضحاً أن التنسيق بين الوزارات في العالم الإسلامي غير كافٍ أو أقل بكثير من المهمة الموكلة الواجب إنجازها في مجال الأوقاف. وقال: «أعتقد أن الأمر يحتاج إلى تفعيل أدوار مهمة مثل الدور الذي يؤديه بنك التنمية الإسلامي في جدة، وصندوق تنمية واستثمار الأوقاف التابع له»، مقترحاً على وزارات الأوقاف في بلدان العالم الإسلامي إعداد دراسة تحصر الأصول التي تمتلكها الأوقاف لتنظر كم هي هائلة قيمة هذه الأصول، وتحدد خيارات استثمارها والعائدات المتوقعة منها، والخدمة التي يمكن أن تقدمها في مجال محاربة الفقر وقيادة التنمية الاجتماعية.