«وزنك بخف الريشة... وطعمك معسل شيشة» هذه العبارة التسويقية على رغم تناقضها، كونها تحمل دعوتين متنافرتين، تتمثل أولاهما بالدعوة إلى الرياضة وتخفيف الوزن، فيما تغري الأخرى ب«تدخين المعسل»، تعتبر عبارة تسويقية بامتياز بحسب فتيات يرتدن المشاغل. إذ لا مانع لدى كثيرات من الجمع بين «الرشاقة» ومتعة تدخين الأرجيلة، خصوصاً أن الهدف من الرياضة عند بعضهن يتمثل بالظهور بشكل رشيق جميل، وليس للرياضة بمفهومها المتعارف عليه. تجد إحداهن تنادي «جمر... جمر» في انتظار العاملة في المشغل لتغيير الفحم الملتهب على رأس الأرجيلة، والذي تحول في غالبه إلى رماد، بعد عشرات من الأنفاس المختلطة بالدخان، فيما تأتي المسؤولة عن تغيير الجمر مسرعة لتلبية الطلبات المتتالية. بعضهن يوفرن على نفسهن عناء الانتظار، أو يخشين من «المعسل»، فهن يفضلن السجائر، باعتبارها أخفف من تأثير «رأس المعسل»، الذي بحسب ما يسمعن عنه من متخصصين يساوي أكثر من 20 سيجارة (علبة كاملة)، فيما اعتادت بعضهن على علبة السجائر في حقيبتها، للتدخين أينما ووقتما شاءت. ولا يمكن إغفال أن معظمهن يدخنّ كنوع من «البرستيج»، وهو ما يجعل الأمر يتفشى كالعدوى، خصوصاً بين المراهقات والشابات اللاتي يقلدن بعضهن، أو يدخنّ من باب عدم الشعور بالنقص في مكان كهذا. وإلى حد ما يعد التدخين في الأوساط النسائية ظاهرة ملحوظة في مجتمعات معينة تعترف بوجوده وترى انتشاره عادياً، بينما يتم إخفاؤه أو إنكار تواجده في مجتمعات أخرى، على اعتبار أنه من المشين والمعيب أن تمسك المرأة بالسيجارة أو «ليّ» المعسل، بينما في مجتمعات أخرى يواجه رفضاً قاطعاً، كونه مضراً بالصحة. وأصدرت وزارة الصحة كتاباً تم تخصيصه لبيان آثار تدخين المرأة وطرق الوقاية والإقلاع عنه، في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين لعام 2010 والذي جاء تحت شعار «التدخين وباء دمر الرجال ويستهدف اليوم النساء».