دعا رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتانياهو، وزراء مجلسه الامني المصغر"الكابينت" لاجتماع طارئ، الخميس، لمناقشة انعكاسات اتفاق المصالحة بين حماس وفتح، بعد ان اجرى مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، واعلن امامه ان موافقة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على المصالحة مع حماس تاكيد من جديد انه يتهرب في كل مرة يتوجب عليه اتخاذ قرارات بشان عملية السلام. ولم يخف الاسرائيليون صدمتهم من الاتفاق السريع لتوقيع الاتفاق بين فتح وحماس، حيث كانت القيادة تستبعد خطوة كهذه. واكد مسؤولون اسرائيليون ضرورة اتخاذ قرارات حازمة تجاه المصالحة الا انهم استبعدوا اجراءات استثنائية تؤدي الى حرق الجسور. ورأت وزيرة القضاء ورئيسة طاقم المفاوضات تسيفي ليفني ان هذا التطور يعتبر اشكاليا ويمس بالجهود المكثفة التي تم بذلها لتحقيق السلام، وبالفرص التي تولدت مؤخراً. وبحسب لفني، فان حماس ترفض منذ سنوات الموافقة على شروط الرباعي التي تشمل الاعتراف باسرائيل ووقف العنف والاعتراف بالاتفاقيات التي تم توقيعها بين اسرائيل والفلسطينيين. وفي ضوء الوضع الجديد، يتحتم على اسرائيل فحص الأمور والتفكير بخطواتها". اما وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، فخرج بموقف اشد تطرفا قائلا "لا يمكن صنع السلام مع اسرائيل ومع حماس التي تدعو الى تدمير اسرائيل. والتوقيع على تشكيل حكومة الوحدة بين فتح وحماس يعني التوقيع على انهاء المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية". ووصف الوزير نفتالي بينت المصالحة بالقول"ان هذه الحكومة هي حكومة وحدة الارهاب، فحماس ستواصل قتل اليهود وابو مازن سيواصل المطالبة باطلاق سراح الاسرى. ومن اعتقد بأن ابو مازن يعتبر شريكا فمن المناسب ان يبدأ التفكير بمسار جديد". اما المعارضة الاسرائيلية فردت بتحميل نتانياهو المسؤولية وقالت عضو الكنيست زهافا غلؤون (ميرتس) ان "نتانياهو دفع عباس نحو حماس، والان يطالبه الاختيار بين اسرائيل وحماس. هذا الطلب يتناقض مع المصلحة الاسرائيلية، لأن كل مصالحة بين الضفة والقطاع تعتبر حيوية، طالما كان أي اتفاق بين ابو مازن واسرائيل يلزم حماس، أيضا، وفي مقدمة ذلك وقف العنف". وقالت ان نتانياهو ادعى حتى الآن ان عباس لا يمثل كل الفلسطينيين، والان، عندما جاءت المصالحة التي ستجعله يمثل كل الفلسطينيين، تطالبه اسرائيل الاختيار بينها وبين حماس". واعتبر رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ "ان هذا الاتفاق هو نتاج غياب المبادرة السياسية من قبل نتنياهو". وقال ان مسؤولية الاثبات ملقاة على عاتق ابو مازن، واختباره سيكمن في قدرته على توحيد سلاح السلطة، وهو ما لم يتحقق في السابق". واعتبر هرتسوغ ان ميزة هذا الاتفاق تكمن في كونه سيضم غزة الى المفاوضات السياسية. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن عضو الوفد ورئيس حركة المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي قوله انه طرأت متغيرات كبيرة على الأجواء والرغبة بالتوصل الى الاتفاق. واضاف:" ناقشنا كل التفاصيل، بما في ذلك المسائل الحساسة، وستتولى الحكومة الجديدة التي سيتم تركيبها تنفيذ التفاصيل. ولذلك فان المهمة الأساسية الآن، هي تركيب الحكومة المشتركة وتفعيلها في الضفة وقطاع غزة". وفي رده على سؤال حول ما اذا كان سيتم تمديد المفاوضات في ظل توقيع اتفاق المصالحة، قال البرغوثي انه لا توجد أي علاقة بين الأمرين، مضيفا "اذا كانت الحكومة الاسرائيلية جدية، فعليها اجراء المفاوضات المباشرة مع ابو مازن". ولكنه تكهن بأنه لن يتم تمديد المفاوضات لأن اسرائيل تعرقل كل تقدم.