تعلق جماهير الجزائر كافة آمالها على لاعب خط الوسط رياض محرز، الجناح الذي سطع نجمه الموسم الماضي وقاد ليستر سيتي الإنكليزي إلى إحراز لقبه الأول في الدوري الإنكليزي الممتاز، إلا أنها تخشى من أدائه المتراجع في الفترة الأخيرة. وانعكس أداء اللاعب الشاب (25 عاماً) الأعسر، والذي تميز في اللعب على الأجنحة، تكريمات فردية لافتة خلال الأشهر الماضية، أفضل لاعب أفريقي لعام 2016 في حفلة جوائز الاتحاد القاري للعبة، وأفضل لاعب في الدوري الإنكليزي خلال الموسم الماضي بحسب رابطة اللاعبين المحترفين، وأفضل لاعب أفريقي بتصنيف هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، إلا أن كل هذه الإنجازات طغى عليها مستواه المتراجع هذا الموسم، ويخشى الجزائريون أن يؤثر على أدائه في كأس الأمم الحالية في الغابون، ولا سيما أنهم يترقبونها بشغف، علها تنسيهم الأداء المخيب في تصفيات كأس العالم 2018. وبتعادل على أرضه أمام الكاميرون (1-1) خلال التصفيات، وخسارة قاسية في نيجيريا (1-3)، باتت حظوظ المنتخب الجزائري بالتأهل إلى كأس العالم للمرة الثالثة توالياً (بعد جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014)، غير مضمونة، وبحسب اللاعب الدولي السابق علي بن شيخ فإن «رياض محرز لم يقدم أي شيء أمام نيجيريا وكان على المدرب إخراجه» معتبراً أن لاعب وسط هجوم ليستر لا يبرز مع المنتخب كما يفعل مع فريقه، فعلى رغم التمريرة الحاسمة لمحرز التي سجل على إثرها نبيل بن طالب الهدف الجزائري الوحيد أمام نيجيريا، فإن مستواه في المباراة يكاد يكون الأسوأ مع المنتخب. وحتى أمام الكاميرون في المباراة الأولى وأمام جمهور غفير في ملعب البليدة، قدم محرز مستوى متواضعاً كمستوى المنتخب، وكانت له ثلاث فرص أقلقت الدفاع الكاميروني لكنها لم تثمر أهدافاً، إلا أن محرز سجل (الثلثاء) الماضي هدفين في مباراة ودية تحضيرية أقيمت في الجزائر أمام منتخب موريتانيا، وفاز فيها منتخب بلاده (6-0)، وبعد الهزيمة أمام نيجيريا، طلب رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد راوراوة تفسيرات من محرز حول مستواه المتذبذب مع المنتخب. وأوضح راوراوة لقناة «النهار» الجزائرية في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أن محرز أبلغه «أنه كان يعاني التعب بسبب الحرارة الشديدة في أفريقيا»، وانعكس تراجع مستوى محرز على أداء ناديه في الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم، كما وجه إليه مدربه الإيطالي كلاوديو رانييري انتقادات، وقال رانييري في نهاية الشهر ذاته أن محرز: «ليس في حال جيدة»، وعليه «تقديم المزيد للفريق، نريد المزيد». في الموسم الماضي، سجل محرز 17 هدفاً في الدوري، ومرر 11 كرة حاسمة، بينما سجل في هذا الموسم حتى الآن ثلاثة أهداف في 20 مباراة مع ليستر في الدوري الإنكليزي، ومرر كرتين حاسمتين فقط، فيما تسلم محرز الأسبوع الماضي جائزة أفضل لاعب أفريقي التي يمنحها الاتحاد القاري، متقدماً على الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني والحائز على جائزة 2015، والسنغالي ساديو مانيه مهاجم ليفربول الإنكليزي، إذ أسهم المستوى الجيد لمحرز خلال الموسم الماضي، في دخوله إلى نادي ال10 الأوائل في ترتيب أفضل اللاعبين في الكرة الذهبية التي تمنحها سنوياً مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية، إذ حل محرز سابعاً متقدماً على أوباميانغ (11) في ترتيب أفضل اللاعبين، في حين آلت الكرة الذهبية للبرتغالي كريستيانو رونالدو. وبعيد عودته من تسلم جائزة أفضل لاعب أفريقي، وعد محرز بالتحسن مع انطلاق كأس الأمم الأفريقية، التي يطمح الجزائريون للفوز بها للمرة الثانية بعد العام 1990، وقال محرز: «سأحاول أن أرفع مستوى المنتخب نحو الأعلى مع اللاعبين الآخرين خلال النهائيات الأفريقية»، مضيفاً: «هذه مسابقة صعبة جداً، وعلينا التركيز على كل التفاصيل، وهذا أمر مهم جداً»، آملاً في «جعل الشعب الجزائري فخوراً».