ارتفع النفط أمس وسط آمال بتنفيذ بعض تخفيضات الإنتاج المقررة في ظل الاتفاق بين منتجين من «أوبك» وخارجها وعوض جزءاً من خسائره التي مني بها أول من أمس. وجرى تداول مزيج «برنت» خام القياس العالمي عند 55.20 دولار للبرميل مرتفعاً 25 سنتاً أو ما يعادل 0.45 في المئة عن مستوى الإغلاق السابق. وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 52.22 دولار للبرميل مرتفعاً 26 سنتاً توازي 0.5 في المئة. وقال محللون إن المكاسب ناجمة عن توقعات بأن ينفذ عدد من الأعضاء البارزين في منظمة «أوبك» خصوصاً السعودية والإمارات التخفيضات المتفق عليها على رغم الشكوك في شأن تنفيذ الاتفاق في شكل كامل. ونزل سعر الخام نحو أربعة في المئة في الجلسة السابقة نتيجة مخاوف من أن تقوض زيادة الإنتاج في إيرانوالعراق جهود كبح تخمة المعروض العالمية التي أضعفت الأسواق على مدى عامين. وأصدرت وزارة الطاقة الأميركية مذكرة لبيع كمية من النفط الخام من احتياطاتها البترولية الإستراتيجية على أن يجري تقديم العروض لثمانية ملايين برميل من النفط الخفيف والنفط المنخفض الكبريت في موعد أقصاه 17 كانون الثاني (يناير). وعملية البيع هذه هي جزء من قرار ببيع نفط خام بقيمة تصل إلى 375.4 مليون دولار في السنة المالية 2017 لتمويل تحسينات في مجال تشغيل البنية التحتية التي تضم احتياطات الطوارئ. ويأتي البيع بعد نحو عام من رفع الولاياتالمتحدة حظراً استمر على مدار عقود على تصدير النفط المحلي مع إعطاء أصحاب العروض الفائزة خيار التصدير. وهناك نحو 695 مليون برميل من النفط في الاحتياطات التي تخضع لحراسة مشددة على امتداد سواحل تكساس ولويزيانا. وبدأ تطبيق البرنامج لحماية الاقتصاد الأميركي من أي تعطل للإمدادات بعد حظر النفط الذي فرضته دول عربية في عامي 1973 و1974. وستمنح العقود في موعد أقصاه نهاية كانون الثاني (يناير) على أن تجري عمليات التسليم في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) مع احتمال تنفيذ عمليات تسليم في شباط (فبراير). وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا تفي بكل التزاماتها بموجب اتفاق بين «أوبك» والمصدرين من خارجها لخفض الإنتاج العالمي من النفط الخام. وقال في مؤتمر عبر الهاتف مع صحافيين «لا شك في أن روسيا تضطلع بتنفيذ كل بنود الاتفاق وكل الالتزامات التي تعهدت بها». ورداً على سؤال إذا كان انخفاض الإنتاج الروسي منذ بداية كانون الثاني متصل بالاتفاق العالمي قال بيسكوف إنه ينبغي توجيه هذا السؤال لوزارة الطاقة الروسية. وقالت مصادر تجارية إن العراق ثاني أكبر منتج في «أوبك» يخطط لتصدير 3.641 مليون برميل يومياً من النفط الخام من ميناء البصرة الجنوبي في شباط وهو ما قد يدفع الصادرات لتجاوز مستوى قياسي مرتفع سجلته الشهر الماضي. وذكرت المصادر أن صادرات شباط تشمل 2.748 مليون برميل يومياً من خام البصرة الخفيف و893 ألف برميل يومياً من خام البصرة الثقيل. وكان العراق أعلن أول من أمس أن صادراته من الخام من البصرة بلغت مستوى قياسياً في كانون الأول (ديسمبر) عند 3.51 مليون برميل يومياً. وأعلنت مؤسسة «أيه بي برنشتاين» للبحوث أن الطلب على الغاز الطبيعي المسال سينمو تسعة في المئة في 2017 وستقود الصين والهند ومصر وباكستان هذا النمو. وتوقعت المؤسسة أن يتراوح سعر الغاز الطبيعي المسال بين 8 و9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في التعاقدات الآجلة في 2017 في حين يقل السعر في السوق الفورية عن ذلك بقليل. وتابعت المؤسسة انه على مدى السنوات الثلاث المقبلة سيبدأ ضخ انتاج جديد يصل إلى 100 مليون طن سنوياً «ما سيكبح أسعار الغاز الطبيعي المسال في السوق الفورية». وصدّرت روسيا كميات قياسية من الغاز الى اوروبا وتركيا العام 2016 بلغ حجمها 179.3 بليون متر مكعب، وذلك على رغم رغبة الاتحاد الأوروبي في التخلص من التبعية للمحروقات الروسية، وفق بيان لشركة «غازبروم» الروسية العملاقة العامة. وشهد حجم هذه الصادرات زيادة بنسبة 12.5 في المئة اي 19.9 بليون متر مكعب، مقارنة بالعام 2015، وفق الشركة التي تحتكر التصدير عبر الأنابيب. وكانت غازبروم قدرت نهاية كانون الأول انها غطت نحو ثلث استهلاك القارة الأميركية في 2016، وهي حصة غير مسبوقة من السوق. ويفسر الخبراء ارتفاع الصادرات الروسية من الغاز الى اوروبا بانخفاض درجات الحراة نهاية 2016 وتراجع اسعار النفط التي ترتبط بها عقود غازبروم وأيضاً بتراجع الإنتاج الأوروبي. وأضافت «غازبروم»: «ان هذه النتيجة القياسية تظهر الارتفاع الكبير للطلب على الغاز الروسي في اوروبا والإمكانات التي نملكها لضمان صادرات موثوقة بالأحجام الضرورية».