مقديشو - رويترز، أ ف ب، أ ب - تصاعدت حدة القتال أمس في مقديشو التي شهدت معارك ضارية في أنحاء متفرقة منها، بعد هجوم واسع للقوات الحكومية على معاقل المتمردين الإسلاميين، قدر عدد قتلاها بنحو 45، أكثر من نصفهم مدنيون، إضافة إلى 150 جريحاً. وهاجمت القوات الحكومية صباح أمس ثلاثة أحياء هي تاربونكا وباكارا وهاولواداغ التي سيطر عليها المتمردون في جنوب مقديشو في اشتباكات عنيفة جرت أخيراً. وقال وزير الدفاع الصومالي محمد عبدي جاندي: «جماعات المعارضة أخذت تستفزنا طوال الأسابيع الثلاثة الماضية... سنستمر في محاربة هذه المعارضة التي تتبنى ايديولوجيات أجنبية. يريدون تدمير حكومتنا باستخدام العنف، لكن ذلك لن يحدث». وأكد شهود أن القوات الحكومية سيطرت على مواقع للمتمردين، أبرزها سوق البكارة الذي يعد أحد أبرز معاقل «الشباب». وقالت حليمة عثمان، وهي أم لثلاثة تعيش في السوق المترامية الأطراف: «رأيت رجالاً ملثمين يفرون وهم يحملون جثث أربعة من رفاقهم. دُهشنا حين شاهدنا رجالاً بالزي الحكومي يقاتلون في البكارة. لقد استعادوا السيطرة على أربعة مراكز شرطة من هنا وحتى القصر ويتقدمون أكثر». وهرول السكان عبر الشوراع المتربة في العاصمة ولاذوا بالجدران، هرباً من إطلاق النيران الكثيف الذي هز المدينة. وقال شهود إن أربعة مقاتلين من «حركة الشباب المجاهدين» المتشددة قُتلوا، كما قتل صحافي يعمل في محطة إذاعة شابيلي المحلية المستقلة، فيما شوهدت جثث ثلاثة جنود حكوميين في شوارع مقديشو. وأكد سكان في حي هودون أنهم شاهدوا ست جثث لمتمردين في مركز للشرطة. وقُتل ثمانية ركاب عندما سقطت قذيفة هاون على حافلة في جنوب مقديشو. وبدت هجمات أمس التي بدأت قبل الفجر جهوداً منسقة من جانب القوات الموالية للحكومة لاستعادة السيطرة على مواقع استراتيجية. وقال حسن مهدي الناطق باسم «الحزب الإسلامي»، وهو حركة متمردة أخرى، إن القوات الحكومية هاجمت مواقع الحزب أيضاً. وأضاف فيما تتردد في الخلفية أصوات إطلاق كثيف للنيران: «الشباب والحزب الإسلامي يصدان الهجوم... أجبرناهم على التقهقر في بعض الأماكن. هناك خسائر في الأرواح، لكن لا أستطيع أن أحدد العدد. نحن في وسط المعارك». وشدد الناطق باسم الجيش فرحان مهدي محمد على أن المعركة ستستمر حتى إخراج المتمردين من العاصمة، إلا أن شهوداً قالوا إنهم رأوا القوات الحكومية تتراجع أمام المتمردين. وقال الناطق باسم «الشباب» علي محمود راجي إن «أعداء الله هاجموا مواقعنا، ومقاتلونا يدافعون عن أنفسهم حالياً. وهم (الجنود الحكوميون) لم يستعيدوا السيطرة على هذه المواقع».