عيّن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أمس (الاثنين) صهره جاريد كوشنر، المطور العقاري والناشر المتزوج من ابنته الوحيدة إيفانكا، في منصب كبير مستشاري البيت الأبيض، بحسب ما أعلن مكتبه في بيان. ونقل البيان عن ترامب قوله إن كوشنر (36 عاماً) الذي لن يتقاضى أي راتب طيلة فترة توليه هذا المنصب «نجح بشكل هائل في الأعمال كما في السياسة»، مؤكداً أن «جاريد كان قيمة هائلة ومستشاراً موثوقاً به طوال الحملة والمرحلة الانتقالية وانا فخور بأنه سيتولى دوراً قيادياً في إدارتي». في سياق متصل، حذرت الاستخبارات الاميركية في تقرير تشاؤمي نشر أمس من أن ادارة ترامب ستواجه تزايد خطر حصول نزاعات دولية وتراجع القيم الديموقراطية بصورة لا مثيل لها منذ انتهاء الحرب الباردة. ويأتي نشر هذا التقرير بعد ثلاثة ايام من تقرير آخر نشرته الاستخبارات الاميركية الجمعة واتهمت فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه «امر بشن حملة» للتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية. وقال مجلس الاستخبارات الوطنية في تقريره ان التطورات السياسية والاقتصادية والتغير التكنولوجي، يضاف اليها تراجع نسبي للزعامة الاميركية في العالم، عوامل«تدعو للتفكير لمستقبل مظلم وصعب». واضاف التقرير وعنوانه «التوجهات العالمية: مفارقة التقدم» ان «السنوات الخمس المقبلة ستشهد صعودا للتوترات داخل وبين الدول». وحذر التقرير من انه «أكان لك للافضل ام للاسوأ فان المشهد الدولي الطالع يدفع عصر الهيمنة الاميركية، بعد الحرب الباردة، الى نهايته». ومجلس الاستخبارات الوطنية هو مركز ابحاث يتبع لسلطة مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الذي ينسق انشطة جميع وكالات الاستخبارات الاميركية وعددها 17 وكالة. ويعد المجلس هذا النوع من التقارير مرة كل اربع سنوات اي مدة الولاية الرئاسية في الولاياتالمتحدة. وفي تقريره لهذه السنة يرسم المجلس صورة سوداوية للتحديات التي تواجه الادارة المقبلة: فروقات شاسعة في المداخيل، تنقلات ديموغرافية، تأثير التغير المناخي واشتداد النزاعات. وحذر التقرير من ان هذا المناخ «يزيد من صعوبة حصول تعاون دولي والحكم كما يشاء المواطنون». اما في خص النموذج الليبرالي الطاغي حاليا على انظمة الحكم في الدول الغربية فان التقرير يحذر من ان هذا النموذج يواجه خطر صعود التيار الشعبوي حول العالم اجمع، سواء اكانت الشعبوية من جهة اليمين او من جهة اليسار. وتوقع التقرير ان «الشعوب ستطالب الحكومات بتوفير الامن والازدهار ولكن جمود المداخيل وانعدام الثقة والاستقطاب وقائمة من التحديات الناشئة ستؤدي الى كبح ادائها». ويرث الرئيس المنتخب الذي يتولى مهام منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) الجاري من ادارة باراك اوباما عددا من الملفات الدولية الملتهبة في طليعتها النزاع في سورية والحرب ضد الجماعات المتطرفة. وحذر التقرير من انه «سيكون امرا مغريا محاولة فرض النظام في هذه الفوضى الظاهرة... ولكن هذا الامر ستكون كلفته باهظة على المدى القصير و(هذه الاستراتيجية) ستكون محكومة بالفشل على المدى البعيد».