ألزم مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني الحكومة تخصيص 5 في المئة من الموازنة العامة، لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد، بما في ذلك تطوير برنامجها الصاروخي خلال السنوات الخمس المقبلة. وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن طهران ستتلقّى من موسكو شحنة ضخمة من اليورانيوم الطبيعي، تعوّض تصديرها 77 طناً من الماء الثقيل إلى الولاياتالمتحدةوروسيا وسلطنة عُمان، في خطوة أقرّتها إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته باراك أوباما، ودول أخرى، لإقناع إيران بالتزام الاتفاق النووي المُبرم مع الدول الست. إلى ذلك، أعلن مسؤولان في وزارة الدفاع الأميركية أن مدمّرة أميركية أطلقت الأحد ثلاث طلقات تحذيرية على أربعة زوارق تابعة ل «الحرس الثوري» الإيراني، بعد اقترابها منها بسرعة كبيرة لدى عبورها مضيق هرمز. وأجرى البرلمان الإيراني تعديلات على المادة 121 من مشروع قانون الخطة التنموية السادسة (2017-2021) التي طرحتها حكومة الرئيس حسن روحاني، «تطالب الحكومة بتعزيز القدرات الدفاعية لإيران، باعتبارها قوة إقليمية، والحفاظ على الأمن القومي للبلاد ومصالحها، عبر تخصيص نسبة 5 في المئة على الأقل من موازنتها العامة» للشؤون العسكرية، علماً أن نحو 2 في المئة من موازنة العام 2015-2016 خُصِصت للقوات المسلحة. ونصّ قرار البرلمان على «تطوير قدرات الإنتاج الصاروخي» وتعزيز «قدرات الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية»، إضافة إلى «تطوير الأسطول البحري». وكتب سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي على موقع «تويتر»: «نريد الصواريخ لإحلال السلام والعدالة والحرية، إذ إن الاقتدار الوطني لا يمكن أن يتحقّق إلا من خلال امتلاك هذه الصواريخ». وتتباين قراءة إيران والدول الست لما تضمّنه الاتفاق النووي، في شأن امتناع طهران طيلة 10 سنين، عن تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية. وتؤكد إيران أن صواريخها ليست مصمّمة لحمل مثل هذه الرؤوس. لكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا رأت أن اختبار إيران صواريخ باليستية، بعد إبرام الاتفاق النووي، لا ينسجم مع قرار أصدره مجلس الأمن، يصادق على الاتفاق، ويشكّل تحدياً له. كما تعهد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وقف البرنامج الصاروخي لطهران. في السياق ذاته، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسيَين بارزين إن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) التي أبرمت الاتفاق النووي مع إيران، وافقت للمرة الأولى منذ بدء تطبيق الاتفاق قبل سنة، على تزويد موسكوطهران 116 طناً مترياً (نحو 130 طناً) من اليورانيوم الطبيعي. وكانت إيران حصلت عام 2015 على كمية مشابهة من اليورانيوم الطبيعي، في مقابل شحنها يورانيوم مخصباً إلى روسيا، في إطار المفاوضات التي سبقت إبرام الاتفاق. وأشار الديبلوماسيان إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستراقب أي يورانيوم طبيعي يخرج من الأراضي الإيرانية، طيلة 25 سنة بعد تطبيق الاتفاق النووي. لكن ديفيد أولبرايت من «معهد العلوم والأمن الدولي» (مقرّه واشنطن)، نبّه إلى أن الشحنة التي ستحصل عليها طهران قد تُخصّب لإنتاج يورانيوم يكفي لصنع أكثر من 10 قنابل نووية بسيطة، «استناداً إلى كفاءة عملية التخصيب وتصميم السلاح الذري». إلى ذلك، أعلن مسؤولان في وزارة الدفاع الأميركية أن المدمّرة «يو أس أس ماهان» التابعة للبحرية الأميركية أطلقت ثلاث طلقات تحذيرية على أربعة زوارق ل «الحرس الثوري» اقتربت منها الأحد بسرعة كبيرة لمسافة 800 متر، في مضيق هرمز. وأشارا إلى أن المدمّرة اتصلت لاسلكياً بالزوارق، لكنها لم تستجب لمطالب بخفض سرعتها، وواصلت توجيه أسئلة للمدمّرة الأميركية، علماً أن مروحية تابعة للبحرية الأميركية أسقطت قنبلة دخان. وكان ترامب تعهد تدمير أي قطعة بحرية إيرانية تزعج البحرية الأميركية في مياه الخليج، بعد تكرار احتكاكات مشابهة في الأشهر الماضية.