بعد النجاح الذي حققه معرض «عُصابة على عيني الشريرة» الذي استضافه المركز العربي البريطاني في لندن مطلع العام الحالي، يأتي المعرض الجديد «الخارج» ليكشف أمام الجمهور البريطاني مرة أخرى حجم المواهب الشابة الواعدة لعدد من الفنانين والفنانات من العالم العربي وإيران وتركيا، وبعضهم من مواليد أوروبا لكن جذورهم راسخة في المنطقة. يحمل المعرض عنوان «الخارج: فن جديد من الشرق الأبعد»، ويهدف الى الاحتفال بالأصالة والحرفية لمجموعة من الفنانين العرب والأتراك والإيرانيين الذين يجمعهم المسعى التجريبي لشق طريق خاص بهم في سوق فنية مزدحمة. وأعمالهم الفنية هي دعوة للمشاهد كي يكتشف ويجرب وينتقد من دون الوقوع في النمطية الفنية السائدة. يقول منظم المعرض خوان كارلوس فرح: «الهدف من المعرض هو مقاربة الفنانين الشباب من تلك المناطق من خلال زاوية جديدة تركز على كيفية إقدام كل واحد منهم على تناول الأفكار التقليدية والعناصر المتنوعة ثم صياغتها في أشكال جديدة وأصيلة ومنعشة». أما بالنسبة الى الفنانين، فالمعرض يتيح لهم قاعدة قلما تكون مفتوحة لأمثالهم في قلب لندن، لتكون بمثابة منصة يطلون منها على الجمهور البريطاني الواسع. تتراوح الأعمال المعروضة بين التجريدي والتصويري، وكلها تنم عن مواهب طبيعية صقلتها التجربة الشخصية والدراسة الفنية. وتبرز هنا المساهمة التصويرية لكل من نور السويدي ويزن خليلي. وصورة السويدي المعنونة «الحالمون» تدمج رومنسية شخصين بمزيج من الألوان الرائعة بحيث تتجاوز اللوحة أصلها الفوتوغرافي لتدخل في عالم فني خاص. أما المصور خليلي فيبدو مستغرقاً بالعالم المحيط به، فنراه يعود الى حبه للهندسة المعمارية ذات المنظور المتناقض. ففي مدن الشرق الأوسط تنمو المباني الشاهقة كالفطر، لكن خليلي يرى أبعد من الواجهات البراقة، إذ أن كل مبنى جديد يعني زوال مبنى آخر قديم. ومن الفنانين المشاركين أيضاً تيني ماير التي سبق وعرضت أعمالها على نطاق واسع، وحققت نجاحاً في رسوماتها التجريدية ذات الأبعاد الرومانسية العميقة. لوحتها «سعديات» تتخذ من جزيرة سعديات في أبو ظبي (حيث يقوم متحف غوغنهايم) موضوعاً مع التركيز على جذور أشجار استوائية تميز تلك المنطقة. الى جانب هؤلاء، ثمة أعمال جديدة لكل من أسعد فولويل وقورش محبوبيان وكيت بازبي وسعيد تاجي فاروقي وشيرين عسيران وخلود شرفي وإدا أقسوي وربى أصفهاني. يُفتتح المعرض غداً ويستمر حتى 31 الجاري، وسيشهد يوم السبت المقبل ندوة يتحدث فيها عدد من الفنانين المشاركين وبعض النقاد التشكيليين في بريطانيا.