شهد منفذا الخفجي والرقعي، على الحدود السعودية الكويتية، منتصف ليل أول من أمس، أول عملية تنقل بين البلدين من دون جواز سفر، وفيما كان قصب السبق لمواطن كويتي في منفذ الخفجي، كان سعودي أول من عبر منفذ الرقعي من دون ان يحمل جوازاً، مكتفياً ببطاقة الهوية الوطنية، في أول تطبيق لقرار التنقل ببطاقة الهوية الوطنية بين السعودية والكويت.وشهد المنفذان مرور مسافرين من مواطني البلدين يحملون جوازات سفرهم، لعدم معرفتهم بسريان القرار الذي تضمنه البيان المشترك، الذي وقعه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، ووزير الداخلية في دولة الكويت الشيخ جابر الخالد الصباح، في المنامة أخيراً. فيما يشمل التنقل ببطاقة الهوية الوطنية جميع منافذ البلدين، بما فيه المطارات والمنافذ البرية والبحرية. وأوضح المدير العام للجوازات اللواء سالم محمد البليهد، أنه «بإمكان مواطني المملكة، والكويت التنقل بالهوية الوطنية، بدءاً من صباح اليوم (أمس)، وفقاً للضوابط الواردة في نظام وثائق السفر ولائحته التنفيذية». ووصف ذلك بأنه «تتويج للعلاقات الأخوية القائمة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين»، مشيراً إلى أن ذلك يأتي «تنفيذاً لأهداف وقرارات المجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الداعية لتيسير وتسهيل إجراءات التنقل لمواطني دول المجلس، عبر المنافذ الرسمية للبلدين». بدوره، أوضح مدير الجوازات في منفذ الرقعي الرائد بندر السويط، في تصريح ل»الحياة»، أن «القرار تم تطبيقه منذ حلول ال12 بعد منتصف ليل الخميس، بعد ان تمت تهيئة جميع العاملين في المنفذ، الذين كانوا على أهبة الاستعداد»، مشيراً إلى أن العاملين في الجوازات في الجانب الكويتي، بدؤوا في الوقت ذاته تنفيذ القرار. وأبان أن «بعض المسافرين لا يزال يختار التنقل بجوازه. إما لأنه يفضل ذلك، أو لأنه لم يصدر بطاقة الهوية الوطنية الجديدة». وعن الصعوبات التي واجهتهم إبان التطبيق الفعلي للقرار، قال السويط: «إن كل شيء جديد سيكون في تطبيقه صعوبة وبعض الإرباك، لكن الأمور سارت على ما يرام. فرجال الجوازات جميعاً كانوا استنفروا وتعاونوا، لتقديم ما يرضي المسافرين». وشدد على الجميع «التثبت من الضوابط الواردة في نظام وثائق السفر ولائحته التنفيذية، كي لا يتكبد المسافر عناء المشقة، ويعود أدراجه، فالتنقل بالهوية الوطنية ينطبق عليه ما ينطبق على التنقل من طريق الجواز. إلا أنه يُكتفى ببطاقة الهوية الوطنية». وشهدت إدارة الأحوال المدنية في حفر الباطن، إقبالاً شديداً من المراجعين الراغبين في استخراج بطاقة الهوية الوطنية، منذ إعلان توقيع الاتفاق، ترقباً للتنقل من الكويت وإليها، من طريق البطاقة، إذ يرتبط كثير من الأهالي في البلدين بروابط نسب ووشائج قربى. وتشهد أيام الأربعاء إلى السبت، ذروة حركة التنقل في منفذي الرقعي والخفجي، وهي الأيام التي تصادف نهاية الأسبوع في السعودية والكويت، بعد ان قررت الأخيرة اعتبار يوم السبت إجازة أسبوعية، إضافة إلى الجمعة، بدلاً من الخميس. ويصل عدد العابرين في المنفذين خلال هذه الأيام بنحو خمسة آلاف شخص يومياً. فيما يصل عددهم في أيام الأعياد بنحو 20 ألفاً. وإضافة إلى التواصل الاجتماعي، يفضل الكثير من مواطني البلدين التسوق من أسواق البلد الآخر، إضافة إلى ارتياد دور السينما والمسارح ومدن الترفيه من جانب الزوار السعوديين. فيما يهوى كثير من الكويتيين التخييم في المناطق الصحراوية السعودية.