أعلن أقارب لمسلّح أطلق النار الجمعة في مطار أميركي، وقتل خمسة أشخاص، أن لديه تاريخاً من المشكلات العقلية، بعضها تلا خدمته العسكرية في العراق، مشيرين إلى أنه كان يتلقى علاجاً نفسياً في منزله في ألاسكا. على رغم ذلك، يسعى المحققون الاتحاديون إلى كشف دوافع الهجوم، من دون أن يستبعدوا عنصر الإرهاب. وقال تشيب لاماركا، مفوّض مقاطعة بروارد في ولاية فلوريدا، إن مطلق النار إستيبان سانتياغو وصل إلى مطار فورت لودرديل الدولي في المقاطعة، على رحلة آتية من كندا، مع بندقية في أمتعته، ثم استلم حقيبته وتوجّه إلى دورة مياه ولقّمها بذخيرة، قبل أن يخرج ويفتح النار عشوائياً في منطقة تسلّم حقائب السفر، علماً أن البندقية نصف آلية عيار تسعة ملليمترات، وكانت مرّت على التفتيش في المطار الذي أعيد فتحه أمس. لكن السلطات أعلنت أن سانتياغو (26 سنة) وصل إلى فورت لودرديل على رحلة آتية من ألاسكا، فيما أكدت ناطقة باسم السفارة الكندية في واشنطن أن الرجل لم يأتِ من كندا ولم يكن على طائرة كندية. وقتل سانتياغو خمسة أشخاص وجرح ثمانية، كما أُدخل حوالى 35 مستشفى، وهم يعانون من كدمات أو كسور. وأشار شاهد إلى أن المسلّح كان «يطلق النار علينا مباشرة»، مضيفاً أن زوجته قدمت إسعافات أولية لشخص أصيب بطلق ناري في رأسه. وأضاف أن والدة زوجته استخدمت معطفها للاعتناء بجريح آخر، توفي لاحقاً. وتابع أن المسلّح أعاد تلقيم سلاحه ليطلق النار مرة ثانية. وذكر شاهد آخر أن المسلّح «كان يطلق النار عشوائياً»، مضيفاً أنه كان «هادئاً طيلة الوقت» واستهدف الذين كانوا يحاولون الاختباء. وتابع أن مطلق النار لم يحاول الفرار، وبعدما نفذت ذخيرته وضع سلاحه على الأرض وسلّم نفسه إلى الشرطة. وأكد سكوت إسرائيل، قائد شرطة مقاطعة بروارد، أن الشرطيين «لم يطلقوا النار» على سانتياغو. واعتبر أن من السابق لأوانه تحديد دافع الهجوم، مرجّحاً أن يكون «تصرّف منفرداً»، وإن تحدث عن احتمالات مفتوحة. وأعلنت السلطات أنها احتجزت سانتياغو، وأخضعته لاستجواب طويل. ورجّح جورج بيرو، الوكيل المسؤول عن فرع مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) في ميامي، توجيه اتهامات إليه، مشيراً إلى أن المحققين لا يستبعدون عنصر الإرهاب، سبباً للهجوم، ويراجعون تحرّكات المشبوه أخيراً. وأضاف: «سنحاول سبر كل الزوايا، لتحديد دافع الهجوم». وتابع أن سانتياغو مثل أمام فرع للمكتب في أنكوراج، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وكانت تصرفاته غريبة، فسُلِم إلى الشرطة التي أدخلته منشأة طبية لتقويم وضعه العقلي. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن المسلّح خدم بين عامَي 2007 و2016 في الحرس الوطني في بورتوريكو والحرس الوطني في ألاسكا، بما في ذلك العمل في العراق عامَي 2010 و2011. وقال السيناتور عن فلوريدا بيل نلسون إن مطلق النار كان يحمل هوية تخصّ الجيش الأميركي، علماً أن سانتياغو جندي وفني هندسي، نال ستة أوسمة قبل نقله إلى صفوف الاحتياط غير العامل، في آب (أغسطس) الماضي. وقال مسؤول أميركي إن شخصاً يحمل الاسم ذاته سُرِح في شكل مشرّف من الحرس الوطني العام الماضي، وخدم في العراق. وقالت قريبة لسانتياغو إنه عاد من العراق «شخصاً آخر»، فيما ذكر عمّه هرنان ريفيرا أن المسلّح «لم يكن على ما يرام» لدى عودته من الخدمة هناك. وأضاف أن لديه تاريخاً من المشكلات العقلية، بعضها تلا خدمته في العراق، مشيراً إلى تلقيه علاجاً نفسياً في منزله في ألاسكا. وكتب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على موقع «تويتر»: «أتابع الوضع الفظيع في فلوريدا، أفكاري وصلواتي معكم». والحادث في مطار فورت لودرديل قد يثير مجدداً جدلاً في شأن تشديد فحص المسافرين والداخلين إلى المطارات. لكن خبراء يعتبرون أن منع هجمات مشابهة مستحيل تقريباً، نظراً إلى مناطق عامة ضخمة في المطارات الأميركية، على رغم إنفاق بلايين الدولارات على الأمن. ويركّز الأمن في غالبية المطارات الكبرى في العالم على حماية الطائرات من مهاجمين محتملين وعبوات ناسفة، لا على حماية المطارات.