وأد المرض طفولتها وشوه الهزال براءتها، وانقلبت فرحة والديها إلى حزن وخوف وقلق. تطور الأمر وكثرة المراجعات الطبية، ومع ذلك لم تتحسن حالها الصحية، بل ربما ساءت وما زالت حتى اليوم، وشيئاً فشيئاً تحول شفاؤها إلى حلم بعيد المنالهذا فيما يتعلق بالطفلة «يارا» التي لم تكمل عامها الأول بعد، أما فيما يتعلق بوالدها، فلم يتوقف الأمر عند الحزن والقلق، بل أعقب ذلك الإرهاق الجسدي جراء كثرة المراجعات الطبية، والتعب النفسي بسبب عجزه عن مساعدة فلذة كبده وعدم قدرته على علاجها. قصور قلبي في الصمام التاجي، إضافة إلى نزلة تنفسية وتسارع في دقات القلب، هذا هو ما تعانيه «يارا»، منذ ولادتها، ولم تنفك الأزمات القلبية تفاجئها بين الحين والآخر، ما جعلها تعيش مرحلة الخطر، وأجبر الأطباء على تأكيد ضرورة إجراء جراحة في أقرب وقت ممكن. ويقول أمير محمد تلمساني من سورية (والد يارا)، وهو من مواليد منطقة الجوف، إن ابنته تحتاج فقط إلى العلاج في مركز تخصصي متقدم في أمراض القلب، مؤكداً أن مبلغ الجراحة يكلف أكثر من 150 ألف ريال. ويضيف: «يارا تعاني من تسارع في دقات القلب عند الأكل، وهذه النقطة تحديداً تضعني ووالدتها في موقف لا نحسد عليه، إذ ينتابنا القلق كلما أردنا إطعامها»، لافتاً إلى أن ما يحزنه ويحرمه لذة النوم هو أنها محرومة من اللعب والمرح بسبب سرعة دقات القلب. وبحسب تقرير الدكتور المعالج لحال «يارا»، فإنها في حاجة إلى إحالة عاجلة إلى مركز متقدم للقلب، لإجراء عملية للصمام التاجي في أقرب وقت ممكن». ولا يخفي تلمساني أنهم في المنزل يعيشون وضعاً نفسياً سيئاً، «انغلقنا على أنفسنا وغابت البسمة عن شفاهنا، لن تتخيلوا وضع والدتها مهما أسهبت في الحديث، يكفي أن أقول لكم إن دموع والدتها لا تجف»، مشيراً إلى أنه يحاول أن يظهر الصمود والصبر، خصوصاً أمام زوجته. ويستطرد: «لا أستطيع النظر في عيني ابنتي، ويراودني الشعور بأنني مقصر في حقها بسبب ظروفي المالية التي حالت من دون علاجها»، مستدركاً: «ماذا أفعل؟ وماذا في يدي؟ دخلي المادي لا يكاد يغطي التزاماتي العائلية حتى في ظل الأوضاع الطبيعية، فما بالكم في مثل هذه الظروف الصعبة؟». ويتابع: «الإيمان بالله يملأ نفوسنا، وهو وقودنا في مواجهة مأساتنا، والحمد لله على ما كتبه الله لنا، إلا أن الإنسان لا يستغني عن مساعدة أهل الخير والباحثين عن الثواب والأجر»، موضحاً بأنه لا يريد سوى تحويل «يارا» إلى مركز متخصص والتكفل بدفع كلفة التنويم والجراحة لعلاج تشوه الصمام التاجي، الذي قتل فرحتهم بابنتهم وصبغ حياتهم باللون الأسود.