رأى المشاركون في المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب، أن على المسؤولين عن التعليم العام في العالمين العربي والإسلامي إعادة النظر في أهداف ومناهج تدريس المواد الدينية والتاريخية في مراحل التعليم المختلفة. وناشد المؤتمرون في جلستهم الختامية وزارات الثقافة والإعلام تفعيل البرامج الثقافية والإعلامية في مجالات تأهيل الأسرة بتكثيف توعيتها باستعمال الحكمة في التوجيه والإرشاد، والإقناع والتأثير بالقول والعمل بما يتناسب مع روح العصر، كما ناشدوا المسؤولين عن القنوات الفضائية في العالمين العربي والإسلامي بوضع سياسة إعلامية بمشاركة لجان خبرة من أهل الشريعة والإعلام لتبني الأعمال الإعلامية الجادة، التي تتناول المعالجة الفكرية للإرهاب والإنفاق عليها، وتمويلها وإنتاجها وتوزيعها لإيصالها إلى شريحة عريضة من فئات المجتمع. وحث المؤتمر الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة في الدول العربية والإسلامية على أن تعنى بإعداد برامج تنموية واجتماعية واقتصادية ومشاريع مستمرة شاملة لذوي الدخل المحدود لتأمين فرص عمل لهم، أو توفير قروض صغيرة ميسرة، لسد الطريق أمام استغلال المتطرفين الذين يستهدفونهم لحاجتهم المادية في أعمالهم الإرهابية. وأوصى أن تُكوِّن وزارات الثقافة والإعلام في كل الدول العربية والإسلامية لجنة علمية فيها، لمتابعة ما ينشر في الصحف والمجلات وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية من مقالات وأبحاث ودراسات ونقاشات مؤيدة للإرهاب ومخالفة للنهج الوسطي المعتدل، داعياً إلى أن تستكتب وزارات الثقافة والإعلام الباحثين المشتغلين في مجال الدعوة والإعلام في جميع أنحاء العالم لإعداد دراسات وبحوث علمية مؤصلة، تبرز الآثار السلبية للبرامج واللقاءات والأحاديث التلفزيونية السيئة التي تبث من القنوات الفضائية المختلفة في الوقت الحاضر وتحدث ثلمة في الثوابت الشرعية لدى الشباب، وتؤثر في فكرهم وأخلاقهم وسلوكهم وتفرخ فيهم الإرهاب، وأن يتم التعاون بين الوزارات المعنية والجمعيات والمراكز الإسلامية المتخصصة، فتدعم هذه الكتابات بالنشر والتوزيع بين فئات المجتمع المختلفة. وأكد المؤتمر أهمية مراجعة جميع توصيات المؤتمرات والندوات السابقة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، والإفادة منها وترجمتها إلى مختلف اللغات ومتابعة تفعيلها، ويقترح إنشاء أمانة عامة لهذه المؤتمرات في الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة تتولى القيام بذلك.