واشنطن، إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي، رويترز - اعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا ان العمليات المتزايدة التي تنفذها وكالته في باكستان وجهت «ضربة قاسية» الى تنظيم «القاعدة»، من دون ان يتحدث عن الغارات الجوية التي تشنها طائرات من دون طيار في هذا البلد والتي يمتنع المسؤولون الأميركيون عن اثارتها في العلن. يأتي ذلك في وقت افادت مؤسسة «نيو اميركا فاونديشن» للبحوث بأن عدد الغارات بلغ 88 حتى 15 الشهر الجاري في مقابل 53 طيلة عام 2009. وقال بانيتا لصحيفة «لوس انجليس تايمز»: «تكثيف العمليات في باكستان يستند الى معلومات استخبارية حول تزايد التهديدات لأهداف مهمة في اوروبا»، مشيراً الى ان الوكالة تطارد ايضاً «شبكة حقاني» التي تستهدف قوات التحالف الدولي في افغانستان. وأوضح ان «سي آي أي» كثفت عملياتها بفضل «قدرات اضافية»، في تلميح الى دعم الرئيس الأميركي باراك اوباما والتعاون مع اجهزة الاستخبارات الباكستانية، والذي تسعى واشنطن الى تعزيزه عبر جلسات الحوار الاستراتيجي الأميركي - الباكستاني المنعقدة في واشنطن حالياً. حوار استراتيجي وأشاد أوباما، على هامش الحوار الاستراتيجي، بتحرك العلاقات بين بلاده وباكستان «نحو شراكة استراتيجية حقيقية ترتكز على الاحترام المتبادل»، مؤكداً أهمية التعاون في سبيل تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان. وأبلغ أوباما المسؤولين الباكستانيين، وبينهم وزير الخارجية شاه محمود قرشي ورئيس أركان الجيش أشفق كياني، انه لن يزور باكستان ضمن جولته المقررة الشهر المقبل الى الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية، بل العام المقبل حين سيستقبل ايضاً الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري في واشنطن. ورحب قرشي بقرار أوباما زيارة باكستان الذي «يدل على مستوى الالتزام الذي يتحدد». لكنه اشار الى استياء بلاده من مقتل جنديين من حرس الحدود الباكستاني في هجوم «خاطئ» شنته مروحية تابعة للحلف الأطلسي عبر الحدود مع افغانستان قبل اسبوعين. وكان يمكن ان تثير زيارة اوباما الى باكستان خلال جولته الآسيوية المقبلة حساسية سياسية ومخاوف امنية، وقد تطغى على رمزية زيارته التي تستمر ثلاثة ايام للهند الخصم النووي الأكبر لإسلام آباد. وقال ريتشارد هولبروك، المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستانوباكستان، إن الجانبين حققا «تقدماً كبيراً» في محاربة المتمردين، «لكننا نحتاج الى عمل الكثير»، علماً ان الحوار الاستراتيجي ناقش تقريراً عن المحادثات بين حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي وقادة في حركة «طالبان». وتواجه الولاياتالمتحدةوباكستان خلافاً متجدداً في العلاقات المتقلبة التي بدأت بينهما منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وأفاد تقرير ارسله البيت الأبيض الى الكونغرس اخيراً بأن «باكستان قدمت تضحيات في الحرب الأميركية على الإرهاب، لكنها تستطيع بذل مزيد من الجهود لملاحقة المتطرفين في مناطقها القبلية التي تقدم ملاذاً لهم». مقتل 6 مسلحين على صعيد آخر، قتل 6 مسلحين بينهم قائد كبير يدعى حكيم خان في انفجار قنبلة جرى التحكم بها من بعد في منطقة كورام القبلية شمال غربي باكستان. ودمر الجيش عدداً من مخيمات التدريب التابعة للمسلحين في العملية العسكرية المتواصلة بمنطقة كورام منذ 10 شهور.