طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب - اعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد امس، تنفيذ مشروعه لرفع الدعم الحكومي عن سلع أساسية، مثل الوقود والطاقة والمواد الغذائية، «فرصة تاريخية لإخراج الاقتصاد في شكل كامل من كسله الممتد منذ 150 سنة». ودعا الى «الاستفادة في افضل شكل ممكن، من ترشيد الدعم الحكومي وخفض النفقات»، معتبراً ان «الأعداء عبأوا طاقاتهم لإلحاق الضرر ببلادنا، لكن البلد الذي يُعتبر قوة اقتصادية وثقافية، لن يصيبه ضرر ولا يمكن أحداً الإضرار به». يأتي ذلك بعدما حضت السلطات المواطنين على «شد الأحزمة»، محذرة من انها ستواجه «مشعلي الفتن الاقتصادية» إذا عملوا على «تأزيم الأوضاع» خلال تنفيذ خطة رفع الدعم عن سلع. في غضون ذلك، أكد مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي أن «مصيراً واحداً يجمع النظام والحوزة العلمية»، مشدداً على «ضرورة وجود الحوزة في كلّ الميادين». وقال خلال لقائه علماء دين وطلاب الحوزة العلمية في قم، في اليوم الثالث من زيارته المدينة: «النظام الإسلامي ما زال قوياً وحياً، وسينتصر على كلّ التحديات. الأعداء يحاولون القضاء على المناخ الثوري في ايران، تمريراً لأغراضهم المشؤومة، من خلال السعي الى عزل العلماء والتعبويين عن المجتمع». وأعرب خامنئي عن رفضه «المغالطة الداعية الى انعزال الحوزة العلمية في قم وعدم تحركها»، قائلاً: «التحوّل والتغيير أمر لا يمكن تجنبه، وعلى مراجع الحوزة ومفكريها التخطيط لذلك وتوجيهه وادارته». الى ذلك، أعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني الجنرال أحمد رضا بوردستان ان هذه القوات ستجري في كانون الاول المقبل، «مناورة ضخمة في محافظتي خوزستان وايلام» جنوب البلاد، موضحاً انها ستستمر اسبوعاً وستُستخدم فيها «كلّ المعدات الحربية، بما في ذلك طائرات من دون طيار وصواريخ». تزامن ذاك مع تحذير الجنرال حسين سلامي نائب قائد «الحرس الثوري»، «الأعداء من تخطي خطوط ايران الحمر». الى ذلك، اعتبر النائب كاظم جلالي الناطق باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، ان تأكيد مسؤولين روس وصينيين التزام بلديهم تطبيق العقوبات المفروضة على ايران، «تصريحات أُطلقت تحت تأثير سياسة التحريض والحرب النفسية والاعلامية التي تشنها القوى الاستكبارية على ايران، ويجب عدم أخذها على محمل الجد». وقال ان روسيا والصين «تسعيان الى أهداف سياسية، تتطلب أحياناً إعطاء ضوء أخضر لبعض الدول، ونعتقد أن هذه التصريحات تأتي في هذا السياق». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» ان إيران تحاول سراً فتح مصارف في دول مسلمة، بما في ذلك العراق وماليزيا، مستخدمة أسماء وهمية، بغية الالتفاف على العقوبات المفروضة عليها. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في إدارة الرئيس باراك أوباما قوله: «هذا مؤشر على ان (الايرانيين) لا يستطيعون القيام بعمل مصرفي طبيعي. يريدون شراء مصارف وإنشاء أخرى في أماكن مختلفة، يعتقدون انهم قادرون على العمل فيها من دون أن تتمكن الولاياتالمتحدة من إعاقتهم». واشار الى ان إدارة أوباما تعلم بالجهود الإيرانية في «عدد من الدول المجاورة وغيرها». تزامن تقرير الصحيفة الاميركية مع إقرار علي باباجان نائب رئيس الوزراء التركي في واشنطن، بأن العقوبات المفروضة على ايران جعلت المصارف التركية «تتردد» في إبرام صفقات معها. وتساءل: «هل ستؤدي (العقوبات) الى حمل الإيرانيين على اتخاذ التدابير التي تطلبها الدول الست؟ أشك بقوة في ذلك». واعتبر أن العقوبات «تزيد شيئاً فشيئاً من شدة الضغوط على الاقتصاد الايراني»، مضيفاً: «بصفتنا بلداً يعيش منذ قرون مع الايرانيين جنباً الى جنب، من الصعب جداً توقّع رؤيتهم يتحركون لمجرد انهم خاضعون لضغط. كلما ازدادت الضغوط، كان تحركهم اكثر صعوبة». الى ذلك، أشار محافظ المصرف المركزي الايراني محمود بهمني الى تقرير للبنك الدولي يفيد بامتلاك ايران «100 بليون دولار من احتياطي العملة الصعبة».