توسعت رقعة الاحتجاجات التي شهدتها بلدات جزائرية في محافظات بوسط البلاد ومنطقة القبائل امتداداً لإضراب التجار ضد القانون المالي للعام الجديد، فشهدت مناطق وسط العاصمة وبجاية وبومرداس ليل أول من أمس، مواجهات عنيفة إثر سطو مجهولين على محال ومراكز تجارية كبيرة، بينما استهدف بعض المحتجين مقار للشرطة ومديريات للتربية وأُغلقت طرقات عدة في ضواحي العاصمة. وأعلنت مديريات أمنية محلية في محافظات شهدت احتجاجات، حال التأهب القصوى بسبب عمليات التكسير والسطو ضد مصالح حكومية وخاصة، إذ تحولت المواجهات التي حصلت أول من أمس بين محتجين والشرطة، إلى عمليات سرقة في وسط بجاية (250 كيلومتراً شرق العاصمة) مع حلول الظلام. واستهدف مجهولون مركزاً تجارياً يشتهر بالصناعات الكهرومنزلية. ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لعمليات تهريب السلع داخل المحل قبل أن تشهد بلدات أخرى عمليات تكسير شبيهة. في غضون ذلك، أغلق محتجون طرقاً فرعية في الضاحية الغربية للعاصمة لاسيما عين البنيان، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لتفريق المحتجين، وحدث الأمر ذاته في الضاحية الشرقية في أحياء عين النعجة وباش جراح، ورُصدت حركات احتجاجية في وسط العاصمة بشارع حسيبة بن بوعلي. إلى ذلك، استمر أمس، إضراب التجار لليوم الثاني على التوالي في محافظة بجاية والبلدات التابعة لها وتوسع إلى ضواحي البويرة (120 كيلومتراً شرق العاصمة)، حيث أغلقت محلات القادرية أبوابها، بينما حاول محتجون حرق سيارات كانت تهم بدخول سوق السيارات المستعملة في تيجلابين. وكان لافتاً أن محافظة «تيزي وزو»، التي انطلقت منها أولى الدعوات إلى الاحتجاج، لم تلتحق بالإضراب وكذلك العاصمة. ولم يصدر أي بيان رسمي عن السلطات أو الحكومة حول الوضع العام في البلاد. وقال مسؤول جمعية التجار والحرفيين الطاهر بولنوار مساء أول من أمس إن «عدداً كبيراً من التجار أغلقوا المحلات خوفاً من تهديدات مجهولة وليس تضامناً مع الإضراب». وعلّق وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي على الاحتجاجات التي شهدتها ولاية بجاية قائلاً إن كل شيء «تحت السيطرة». وأضاف أنه «تم احتواء الوضع ونتابع التطورات الحاصلة في الولاية، كما أن الدولة ملتزمة بضمان القدرة الشرائية لكل المواطنين». ودعا وزير الداخلية خلال زيارته منطقة قالمة (550 كيلومتراً شرق العاصمة)، الجزائريين إلى ضرورة توخي الحيطة واليقظة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد، مشيراً إلى أن التهديدات الإرهابية لا تزال قائمة في خضم ما تشهده دول الجوار، محذراً من «أصحاب النوايا السيئة الذين يستغلون الظروف لزرع البلبلة». وأشاد بدوي بالمجهود الذي تبذله قوات الجيش لاستتباب الأمن والاستقرار، مستدلاً بالحصيلة الإيجابية التي تنشرها المؤسسة العسكرية عن القضاء على الإرهابيين والتصدي لمحاولات اختراق الحدود، إضافة إلى حجز كميات من الأسلحة، لافتاً إلى أن «الوضع الأمني يتطلب الحذر واليقظة لأن التهديدات لا تزال موجودة». وسُئل وزير الداخلية عن الدعوات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في الإضراب احتجاجاً على غلاء المعيشة والإجراءات التي تضمنها القانون المالي، فأكد التزام الحكومة بسياسة الدعم الاجتماعي، وأن «الدولة تبقى الضامن الوحيد للقدرة الشرائية للمواطن رغم الظرف الاقتصادي الاستثنائي». وتابع: «نعمل في الحكومة على ترسيخ القيم الدستورية ومواصلة سياسة الدعم، بخاصة لقطاعات السكن والتربية والصحة، وعلى المواطن أن يتحلى من جهته بالمواطنة». على صعيد آخر، أكدت وزارة الدفاع مقتل إرهابيَين في حي شطيط بمدينة الأغواط (400 كيلومتر جنوب العاصمة)، وتناقلت مواقع ليل الإثنين - الثلثاء صور إطلاق رصاص كثيف وسط المدينة. وذكر بيان لوزارة الدفاع الوطني أمس، أن الأمر يتعلق بكل من المجرمَين «ب. الحاج عيسى» المكنى «مقداد الهردي»، و «ن.مبارك» المكنى «الأنصاري» اللذين كانا التحقا بالجماعات الإرهابية خلال عامي 1995 و1996. وأضاف البيان أن العملية أدت أيضاً إلى ضبط رشاشين من نوع كلاشنيكوف وذخيرة وجهاز اتصال لاسلكي ومنظار ميدان. واعتقل الجيش الجزائري خلال دورية قرب الشريط الحدودي مع مالي، إرهابيَين جزائريَين وتاجر أسلحة أجنبياً، كانوا على متن سيارة رباعية الدفع. وضُبط في حوزتهم رشاش من نوع كلاشنيكوف وكمية ذخيرة و150 غراماً من مادة الديناميت ووسائل تفجير. كما أوقفت مفرزة مشتركة بالتنسيق مع عناصر الدرك الوطني 3 عناصر دعم للجماعات الإرهابية في باتنة بالناحية العسكرية الخامسة.