أبدت مصادر في «مجلس السلام» الأفغاني الذي يرأسه الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني تفاؤلها في إمكان التوصل، خلال ثلاثة أشهر إلى نتائج إيجابية على صعيد مبادرة الرئيس حميد كارزاي الخاصة بالتفاوض مع حركة «طالبان» وباقي الجماعات المسلحة، معلنة أن المجلس سيوجه رسالة إلى الشعب الأفغاني والجماعات المسلحة والمجتمع الدولي خلال ثلاثة أيام تتضمن خريطة طريق للخروج بحل للوضع الحالي في أفغانستان. وأشار مستشار لرئيس المجلس رفض كشف اسمه في حديث خاص ل «الحياة» إلى أن الحوار الأفغاني سينطلق خلال الأيام المقبلة، من دون ان يوضح موقف الحركة أو الجماعات المسلحة من المحادثات، كاشفاً أن «الملا برادر النائب السابق لزعيم طالبان الملا محمد عمر وصل إلى كابول بعد إفراج السلطات الباكستانية عنه، ويقيم في قصر الرئاسة الأفغانية كضيف خاص للرئيس كارزاي»،. وأضاف أن «الملا عبدالكبير حاكم طالبان السابق في جلال أباد زار كابول خلال الأيام الاخيرة والتقى مسؤولين في الحكومة الأفغانية، وهو القائد البارز الذي اعلنت قوات الناتو أنها سهلت وصوله إلى كابول للحوار مع الحكومة». وأعلن المستشار ان «طالبان» التي ما زالت تعلن معارضتها محاورة حكومة كارزاي أبدت مرونة في موقفها في مقابل مرونة من كابول في شأن الدستور وتعديلاته وانسحاب القوات الأجنبية، مضيفاً أن «كابول ستطلب من البرلمان الجديد بعد إعلان النتائج النهائية للانتخابات الاشتراعية خلال الأيام المقبلة العمل على إدخال تعديلات دستورية تقترحها طالبان، في حين ستطلب الحكومة من البرلمان النظر في وضع القوات الأجنبية في أفغانستان، ما يمكن أن يفضي إلى سحب القوات الأجنبية كخطوة أولى إلى قواعد عسكرية محددة لسنوات، على أن يجرى تقليل عدد هذه القوات تدريجاً، ثم سحبها بعد سنوات في حال استتباب الأمن والاستقرار». واعتبر المستشار ان محادثات الملا عبدالكبير والتواصل مع «طالبان» عبر قنوات عدة تكشف تغير سياسة «طالبان»، وأنها باتت لا تؤمن بالسياسات التي مارستها خلال حكمها البلاد بين عامي 1996 و2001، لكنه لم يوضح طبيعة تغير موقفها من تنظيم «القاعدة» والمقاتلين الأوزبك وجماعات مسلحة اخرى. وأعلن المستشار أن المرحلة التالية ستسمح ببروز «طالبان» في مناطق البشتون جنوبافغانستان وشرقها، خصوصاً أن حكومة الرئيس كرزاي بدأت إنشاء مجالس للحكم المحلي في كل ولاية، كما أن عدم إجراء انتخابات برلمانية لأسباب أمنية في عدد من الولاياتالجنوبية يعطي طالبان إمكان وصول قادة منها الى مجالس الحكم المحلي، ما يدعم سلطتها في هذه الولايات، وهو ما لا تعارضه القوى الأفغانية الأخرى مثل الطاجيك والهزارة والأوزبك. وأضاف أن «قوى تحالف الشمال السابق والقوات الأجنبية والحكومة الأفغانية باتت تعتقد بأن الحل العسكري غير ممكن، فيما حصل الهزارة الشيعة على مكتسبات ومناصب مهمة تمنع استبعادهم من السلطة في أي مرحلة مقبلة. اما الأوزبك فيرون ان تنامي الدور التركي يدعم مشاركتهم في الحكم، فيما يعول الطاجيك على ما حصلوا عليه، وعلى علاقاتهم بإيران والهند ودول وسط آسيا وروسيا لدعم مشاركتهم في السلطة». وحول إمكان رفض «طالبان» الحوار، لم يستبعد مستشار رباني ذلك «خصوصاً ان المخاوف تتزايد من شن القوات الأجنبية هجمات كبيرة ضد مقاتليهم في عدد من المناطق تحد من اندفاعهم طالبان، «لكن إشراك باكستان في الضغط على قيادة طالبان لقبول الحوار سيزيد فرص نجاحه».